عجز الكلامُ عن الكلام
والنور أطفأه الظلام
والأمن أصبح خائفاً
والنوم يرفض أن ينام
والصدرُ أصبح في الورا
والخلفُ أصبح في الامام
والشمس باردةٌ تخاف
الحرَّ تخبأ في الغمام
والذئب أمسى حارساً
يحمي الأرانب والحمام
والكلبُ سيدُ قومه في
الكهف يقتات العظام
والطهر يبني حاجزاً
بين الرعية والإمام
والثعلبُ المكارُ يضحك
من غباءٍ مستدام
والعدلُ يقعد في زوايا
السجن ارهقه القيام
والموتُ يقتل نفسَه
والشعبُ يقتُله اللئام
والظبيُ إن يعدو من
الصياد تلحقْه السهام
والدار أضحت خيمةً
والقبر يُبنى بالرخام
والأرضُ تُروى من دماءِ
الناس أرهقها الصيام
والجوعُ يمشي عاريًا
بين الجميع ولا يُلام
واليوم يهدمُ ما بناهُ
الأمسُ ذو المليون عام
والنفطُ يملأ أرضنا
والناسُ تبحث عن طعام
والكلُ فينا ميّتٌ
والكلُ يدعوا للسلام
والخصمُ يزحف نحوَنا
والجيشُ يبحثُ عن غلام
والقائدُ العربيّ
كالثعبانِ غدارٌ وَ سام
والشيخُ مشغولٌ
بتلوين العباءةِ واللثام
والدارُ تطعنُ اختَها
والغمدُ يطعنهُ الحسام
والنارُ تأكل كل شيءٍ
مثلَ أولادِ الحرام
عبد الله البردوني