قال الأمام النووي يوما ما أنه في يوم من الأيام قابل رجل في داخل الحرم المكي يمشي وهو يصلي على النبي صل الله عليه وسلم، فتعجب الأمام النووي جدا من الرجل، فسأله الأمام النووي وقال لماذا تصلي على النبي صل الله عليه وسلم وأنت تمشي يا رجل؟، فقال الرجل سأقول لك سرا لا يعرفه الكثيرون عني.
قال الرجل لما كان مسافرا مع أبيه من عدة سنوات لكي يؤديا معا فريضة الحج في ذلك العام، مات أبوه في منتصف الطريق لمكة، وبعد وفاته أسود وجهه للغاية، فقد كانت أعماله غير صالحة رحمة الله عليه، فحزن الرجل لرحيل أبوه بهذا الشكل وحالته بعد الوفاة، فقام بتغطية وجه أبيه وبعد دفنه، ومن شدة التعب وكثرة البكاء على فراق أبيه نام الرجل.
ورأى الرجل في منامه أن رجلا جميل الطلة لا يعرفه ووجهه كالبدر المنير المضيء، ورائحة جسده أجمل من رائحة المسك والعنبر والزهور كلها، أقترب الرجل مجهول الهوية من والد الرجل المتوفي، وأزال الغطاء عن وجهه الأسود اللون، ووضع يده على وجهه، فقال الرجل للرجل الآخر المجهول من أنت يا هذا؟ وماذا تفعل بوجه أبي الراحل؟، فرد الرجل ألا تعرفي؟ ثم قال أنا رسول الله، وذهب الرسول صل اله عليه سلم ورحل، وتوجه الرجل لأبوه فوجد أن أبوه يبتسم، فأستيقظ الرجل من نومه وهو سعيد للغاية، وقال الرجل ومن وقتها وحتى اليوم أنا لا أترك أبدا الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم.