بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة قصيرة بعنوان ( دفيء مسييرالانتظار )
جلست ام علي المرأة التي تجاوز عمرها الستين عاما في منطقة طويريج وهي مستغرقة التفكير ، تلوم نفسها وتتأوه وهي تقول
- ياربي كيف اعمل والزوار يقتربون من منطقتنا ولاشيء اقدمه لهم ، لا طعام كثير لدي ، ولامال اشتري به الطعام فانني وولدي علي الصغير الذي خلفه لي ابو علي لانملك الا قوت يومنا .. فكيف افعل ؟؟
- رأها علي ولدها وهي تولول وتكلم نفسها مطرقة برأسها ، فقال لها امي ما بك انتي حزينة وكئيبة فالامام الحسين يعلم بحالنا وهو يكفيه اننا نحبه ونبكي عليه ونحضر مجالسه
- ردت الام على ولدها ، نعم ولدي هو يعلم ويرضى منا هذا ولكنني لا ارضى الا ان أواسي سيدي الزهراء روحي فداها في مسير الاربعين التي هي كأنها مسير سيدتي زينب والسبايا عليهم السلام ، فكيف اواجهها غدا وارفع رأسي امامها ، ثم يا ولدي الا تسمع صوت أؤلئك الخدمة كيف هم يصيحون باعلى اصواتهم تعال يازائر اشرب يازائر ، تغدى يازائر ، وهم فرحون مستبشرون وهم يقينا يوم القيامة سيكونون مستبشرين امام الزهراء عليها السلام فماذا افعل انا ؟؟؟
- امي امي الزهراء ستشفع لنا ان شاء الله على كل حال
اسدل الليل ظلامه والتفت ام علي ببطانيتها البسيطة من البرد وهي تتأمل نار المدفأة امامها ، كانت تستمع الى صوت الرادود الحسيني وهو ينادي بتنرنيمة تهز الكيان
(بالوداع ابوحسين يوصينا لاتعوفون احسين يوصينا .. بالممات ابوحسين يوصينا .. لاتعوفون احسين يوصينا )
نزلت دمعاتها وهي تتذكر مصيبة الحسين عليه السلام وتسمع هذه الكلمات التي كانها تنطلق من فم امير المؤمنين عليه السلام عند استشهاده وهو يذكر شيعته ان لايتركون زيارة وخدمة الحسين .. شهقت هذه المرأة من البكاء .. وهي ترجع الصون لامير المؤمنين عليه السلام يا علي كيف نعوف احسين وماكو داعي توصينه .. واحنه للموت مانعوف احسين لاتوصينه .. وهذا عهد كتبناه يومية مع الحجة القائم روحي فداه ..
اخذتها سكينة قليلة لانها تحققت من ان امير المؤمنين عليه السلام يسمعها وهي تناديه وتبكي حرقة على ولده .. وما ان انتصف الليل حتى اخذتها الاغفاءة فنامت ام علي ..
ام علي على طريق الزائرين تحمل راية الانتظار كانت تتباهى مع أؤلئلك الذين يستضيفون الزائرين بالذ الطعام ، كانها تسابقهم .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ...
تجمع الزائرين حول تلك المدفأة الكبير واحذوا يدفئون ايديهم واجسادهم بينما علي وامه يقدمون الشاي اليهم .. شرب الجميع وكانوا يقولون لام علي لم نتذوق طعم شاي مثل هذا الشاي يا ام علي .. وام علي تتهلل فرحا بهذا المديح ...
كانت تقول لهم يا اولادي سامحوني لا املك لكم الا هذا الحطب الذي ادفئكم فيه وهذا الشاي الذي صنعته خصيصا لكم فسامحوني واذكروني عند سيد الشهداء عليه السلام واخيه ابي الفضل العباس عليه السلام .. وتلذذ الزائرون بالكلام مع ام علي وقالت لولدها علي ولدي علي اريد منك ان تقرآ لهؤلاء الزوار شيئا من مصيبة ابي عبدالله الحسين عليه السلام .. فتوسط المجلس علي وجلس جميع الزائرين حوله واخذ يقرأ مصيبة السبايا وكيف ان رأس الحسين راعيهم وينظر اليهم ، واخذ يلقي شعره الذي نظمه بين رأس الحسين عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام ، فابكى كل من في المجلس ، وبعدها قام احد الزوار بالقاء قصيدة تضمنت لطما على الحسين عليها السلام وكانت هذه الجلسة تستقطب كل من يمر بها جتى غدا مجلسا عظيما لكل الزائرين ... بعدها تقدمت الى ولدها علي وقالت له ولدي علي وجميع الزوار المنتظرين اريد منكم ان تقرأوا جميعا دعاء الفرج ...
انتظم الجميع خلف علي وهم رافعوا ايديهم الى السماء ودموعهم على الخدود .. وام علي خلفهم تذرف الدمع الغزير ..( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين )قم قال علي ويردد معه الجميع يارب الحسين اشف صدر الحسين بظهور الحجة رددوها ثلاثة مرات بدموع غزيرة ...وضج الجميع بالبكاء حتى سقطوا الى الارض حزنا على سيد الشهداء واهل بيته واصحابه وحزنا على حجة الله في الارض المهدي المنتظر ... خاتمة المشهدانتظم الجميع لكي يسلموا على هذه المرأة المنتظرة الحسينية التي فعلا كانت دفئا لامثيل له للمنتظرين ، فسلموا عليها وسألوها الدعاء وهي تطلب منهم الدعاء عند مشهد ابي عبدالله الحسين واخبيه العباس عليهما السلام ... انصرف الجميع عنها وهي تودعهم بدموع الانتظار وحزن الانتظار ..
ودفيء ام علي الانتظاري ينتظر وفدا جديدا من المنتظرين ...
هذه القصة مأخذوة بتصرف من مشهد لأمرأة واقفة في طريق الزائرين وهي تقول للزوار لا املك الا هذا الحطب اقدمه لكم فسامحوني ...
القصة التالية باذن الله تعالى تخص مدينة الزائرين قرب طويريج نرجو من الله التوفيق لها نسألكم الدعاء ..23/صفر/1434