ذات ليلة رأى النمرود في منامه أن الشمس تهجم عليه وتقتله فدعا العلماء في البلدة وطلب منهم تفسير الحلم فقالوا له أنه سوف يولد مولود ذكر وستكون نهاية النمرود بسببه فغضب لهذا وارسل زبانيته يقتلون كل الأطفال المولودين ولكن والدة سيدنا إبراهيم استطاعت أن تخبإه حتى كبر وبعثه الله في قوم بابل يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأصنام والكواكب فمنهم من أمن به ومنهم من كفر ورفض حتى حادثة الربيع المشهورة إذ خرج القوم إلى التنزه وتركوا الأصنام في رعاية إبراهيم فأمسك بالفأس وحطمها كلها ماعدا واحداً وضع الفأس على كتفه وعندما عاد قومه وسألوه عن ما حدث أخبرهم بأن كبيرهم هو من حطمهم فغضبوا منه وذهبوا إلى النمرود ورووا له ماحدث فاستدعى سيدنا ابراهيم ودار بينهم الحوار المذكور في القرأن(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)فكفر النمرود بدعوة سيدنا إبراهيم وأمر بإشعال نار عظيمة وإلقاء سيدنا إبراهيم بها وقد كان وذهب القوم بعد 3 ايام ليرووا الرماد فكانت المعجزة (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69)فخرج من النار سليم لم يحدث له شئ فجن جنون النمرود وذهب إلى الجبل وظل يصرخ على لوسيفر معاتبا اياه ويسأله ماهي القوة اللتي يملكها إبراهيم ولا يملكها النمرود ولماذا وتمرد عليه وعزم على قتله فما كان للوسيفر إلا أن ذهب له القصر في هيئة العجوز فقبل ركبتيه فخرج منهم ثعبانان أسودان كلما حاول التخلص منهما فشل وكان عليه إطعامهم كل يوم رأسين من رؤؤس الأطفال في البلدة وإلا أكلوا رأسه هو ومن هؤلاء الأطفال كان هناك طفلان لرجل ضعيف في القرية ولكنه ضجر من أفعال النمرود جمع الشعب وكون جيشا ضد النمرود وطلب منه يخرج لمواجهته فخرج جيش النمرود وكان عدده مهول وكان منظم ومرتب أما جيش الرجل كان عدده قليل جدا وهنا تأتي العدالة الإلهية القوة اللتي ظل يبحث عنها النمرود وهي قوة الله سبحانه وتعالى فقد أرسل إليهم جيشا من البعوض يغطي عين الشمس توالى على جيش النمرود فهلكه كله وتمكنت بعوضة واحدة من اللحاق بالنمرود وهو يهرب ودخلت من منخارة حتى وصلت للمخ فكانت حركاتها تؤلمه جدا ولا يستطيع النوم إلا إذا ضرب بالنعال على رأسه ووجهه وأطعم الثعابين وإلا أكلوا رأسه هو حتى مات ضعيفا وحيداً من أضعف الكائنات
لم تكن قصة النمرود قصة عابرة نحكيها قبل النوم فلابد أن نأخذ منها العبرة لابد أن ندرك بأن القوة كلها بيد الله وأنه رب المعجزات فبعد أن تمرد النمرود طوال فترات حياته فكان لابد له من نهاية ذات عبرة تليق به وبجبروته اللذي حطمته بعوضة بأمر من الله فسبحان من ياتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء