مَهلا فَمالَك في هذا الجَمال شبه
وَاِرحَم فتاك فَقَد حملته وصبه
اِن كانَ يا بَدر هذا الهَجر عَن سبب
فَما يَضُرّك لَو عَرَّفته سببه
عَلى هَواكَ قَضى أَيّامه طمعا
وَما قَضى ساعَة من وَصلِه اربه
يَمسي وَيًُبِح من بلواك في كرب
لَو نالَ ساعَة وَصل فَرّجت كربه
قَد كانَ قَبل التَصابي فيكَ ذا أَدب
وَاليَومَ صَبوتِهِ قَد ضيعت أَدَبَه
كَيفَ الخَلاصُ وَلي جسم تملكه
مِنكَ الضَنى وَدُموع فيكَ منسكبه
لِما تَجلدت قالَ العاذِلونَ لَقَد
سلونه قَلب كلا اِنَّها كذبه
سلوا الدجى هي الطرفى فيه معرِفَة
بِالنَوم مُنذ جَفاني أَوسلوا شهبه
ما حيلَة المُغرَم الوَلهان كانَ لَهُ
صَبر جَميل وَلكِنّ الهَوى غَلَبَه
الوجد يقسمه وَالشَوق يعدمه
وَالقَلب يَخفِق وَالاِعضاء مضطَّرِبَه
وَأَنتَ يا مالِكي ماذا يَضُرُّكَ لَو
أَعتَقت مني لُطفا في الهَوى رَقَبَه
هذا شيمك المِسكين عاد لَهُ
ما زالَ يُغريكَ حَتّى نالَ ما طَلَبَه
اللَهُ في ذمّة المَضنى الكَئيب لَقَد
أَضَعتُها ذمّة لِلوَجد منتسبَه
ماذا عَلى مَدنف في الحُبِّ مُكتَئِب
قَد أَسلَم القَلبُ لِلأَشواقِ وَاِحتَسَبَه
وَلَم يَجِد بابَ سَلوان يُريح بِهِ
من لامَه في صُروف الحُبّ أَوعيته
وَأَنتَ يا لائِمي قَد زادَ لَومُكِ لي
فَوقَ الَّذي كُنتَ من بَلوايَ مُحتَسِبَه
هذا هُوَ الحُبّ فَاِعذُر أو فلَم عبثا
فَاِن سَلوة مثلي غَير مكتسبَه