أَكَادُ أَغَصُّ بِالمَاءِ الزُّلَالِ ***إِذَا خَطَرَتْ لَهَا ذِكْرَى بِبَالي
مَهَاةٌ قَدُّهَا كَقَضِيبِ بَانٍ*** تَأَوَّدَ، حِينَ مَاسَ مِنَ الدَّلَال
ِ
وَوَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ البَدْرِ تَغْشَى *** جَوَانِبَهُ ضَفَائِرُ كَالَّليَالي
وَثَغْرٌ فَاحَ مِثْلَ الرَّوْضِ طِيبَاً *** يَزِيدُ مِنَ الجَمَالِ عَلَى الجَمَال
ِ
أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ لَهَا طِبَاعٌ ***بِهَا تُرِكَ الحَدِيدُ بِلَا احْتِمَال
ِ
تُعَاطِينِيْ مِنَ الَّلذَّاتِ كَأْسَاً *** جَهِلْتُ بِهَا يَمِينِيْ مِنْ شِمَالي
وَبِيْ حِينَاً تَمِيلُ إِلَى سُفُوحٍ ***وَحِينَاً بِيْ تَطِيرُ إِلَى الأَعَالي
تُعَابِثُنِيْ مُعَابَثَةَ الجَوَارِيْ *** فَلَيْسَ لَهَا بِذَلِكَ مِنْ مِثَال
ِ
وَأَحْيَانَاً تُجَاذِبُنِيْ حَدِيَثاً ***تُقَصِّرُ عَنْهُ أَفْذَاذُ الرِّجَال
ِ
وَتُنْشِدُنِيْ مِنَ الأَشْعَارِ شَيْئَاً***وَتُدْهِشُنِيْ بِفَلْسَفَةِ الغَزَالي
رَشَفْتُ بِهَا مِنَ النَّشَوَاتِ مَا لَمْ *** يَدُرْ فِيْ الذِّهْنِ أَوْ يَخْطُرْ بِبَال
ِ
فَإِنْ أَسْأَمْ تُغَنِّينِيْ بِصَوْتٍ ***مِنَ الخَمْرِ المُعَتَّقَةِ الحَلَال
ِ
نَسِيتُ بِهَا الغَوَالِيَ مِثْلُ هَذِيْ *** عُذِرْتَ إِذَا نَسِيتَ بِهَا الغَوَالي
صَفَا عَيْشِيْ بِهَا زَمَنَاً وَلَكِنْ *** مَتَى الأَيَّامُ أَبْقَتْ صَفْوَ حَال
ِ
كَأَضْغَاثٍ مِنَ الأَحْلَامِ رَاحَتْ *** وَمَرَّتْ مِثْلَ أَطْيَافِ الخَيَالِ
سعيد يعقوب