عيناكِ مُعجِزتَانِ مُعجِزتَانِ
تتحدّيانِ بلاغتيْ وبيانِي
.
تتناوبانِ على انتِهابِ معاجِمِي
حتى نظمتُ الشِّعرَ دونَ معانِ .
.
لهُما جمالٌ كُلّما استوعبتُهُ
ظهرَت تفاصيلٌ تهزّ كيانِي
.
ولـِ بسمَةٍ لاحت بِـ فِيكِ حلاوةٌ
في القلبِ مثل حلاوةِ الإيمانِ
.
زيَّنتِ في عينِي الحياةَ ولم تكُنْ
من قبل إلّا مرتع الأحزانِ
.
وبنيتِ لي سَـدًّا ألوذُ بِظلِّهِ
مِن فيضِ آلامي وقيظِ زمانِي
.
يا ثانِيَ امرأةٍ فُتِنتُ بِحُبِّها
"ما الحُبُّ إلا للحبيبِ الثاني"
.
نقّلتُ قلبي في الغرامِ فَلَمْ أجِدْ
إلا هواكِ الطّاهر الرّبّانِيْ
.
ليكونَ زادِي في الحياةِ ومورِدِي
ويكونَ ما بين الورى عِنوانِيْ
.
( دارينُ ) يا نورًا تسرّبَ في الدُّجَى
فأضاء أيّامِي وأصلحَ شاني
.
بنت السلاطين الذين بذكرهم
قُرِنَتْ -دُهورًا - هيبَةُ السّلطانِ .
.
لا خلّدَ التاريخُ ذِكرِي إن أنا
حرّكتُ يوماً عن سِواكِ لِسانِيْ
.
وعدِمتُ قولَ الشِّعرِ إن أنا قلتُهُ
كُرمى لعينِ فُلانَةٍ وفُلانِ
.
قد كان سيرُ الدّهر قبلكِ عاثِرًا
والارضُ واقفةٌ عنِ الدورانِ
.
.
وسُئِلتُ عنكِ فقلتُ عشرة أشهُرٍ
مِن بهجَةٍ وسعادَةٍ وأمانِ
.
وسُئِلتُ عن عزمي فقلتُ مُقيَّدٌ
فالحُسنُ يأسرُ أبرعَ الفُرسانِ .
.
وسُئِلتُ عن وجَعِيُ فقلتُ مؤجَّلٌ
حسبي بأنّي شاعِرٌ ويمانِيْ
لقائلها