الفتاةُ التي تعيشُ في مخيلتي ، تهربُ مني على الدوام
في الصباحِ الحقُ بها داخلَ سيارةِ الأجرة مُتخفياً ، اظنُ أن جميعَ المارة في الطريقِ يدركونَ من هي فريستي
أقفُ على باب الجامعةِ وراءَ بائعِ الذرةِ الصفراء ، اتناول واحداً خفيةً علّي ابدو بهذا الفعل طبيعياً ، ولا أكون
ادخلُ المدرجَ الكبير اجلسُ في المقاعدِ الأخيرةِ اراقبُ عبثها بخصيلاتِ شعرها ، بكل نزقٍ
اخططُ لكتابةِ قصاصاتِ ورقٍ صغيرةٍ ادسها في حقيبةِ يدها في تصادمٍ ما بفعل الصدفة - كنت قد اختلقتهُ -
في المساءِ اصعدُ الشجرةَ المقابلة لشرفتها احاول استراقَ النظرِ ، لابد أن يصبحَ الليلُ أجمل حين تسترقُ فيه نظراتكَ لفتاة في منزلها ، تلبس فساتينها القصيرة امامَ المرأة تسرحُ شعرها ، تتمرجحُ جدائلها كالأميرة الحرة ، كالنبلاء
الفتاة التي تعيشُ في مخيلتي ، تهربُ مني على الدوام
في يومٍ ما كانت حقيقةً اُدركها ، كنتُ ألمسها ، اشعرُ بوجودها كما أشعرُ بإصابعِ يدي ، وحين اختفت شعرتُ بفراغٍ دائماً في يدي اتحسسهُ على الدوام كما لو إني فقدتُ اصبعاً
كُلما جئتُ لأكتبَ عنها ، وقف وجهها أمامي مبتسماً ، هُنا يتوقف كل شيء ، اتسائلُ من أنا في حضرةِ طيفكِ وإن اردتُ أن انتقصَ جمالكِ قلتُ شبحكِ وكلما فعلتُ ذلك ، كنتُ اشعرُ أن الأشباحَ
خفيفةٌ كما كنتِ ، عفويةٌ كما فعلُ الشهيق
اخشى أن أنساكِ بطريقةٍ ما ، فأكتبُ
كما لو كان هذا الفعل عهدي على الوفاء لكِ
لا أدري كيف سيكونُ مستقبلكِ وماهي اهتماماتكِ الجديدة ، بعيداً عني
كل ما أدركهُ أنكِ في رأسي وتحاولينَ الهرب على الدوام
لدي رغبةٌ جامحةٌ في قتلكِ
في بعثرتكِ
في جعل جدائلكِ تذكاراتٍ صغيرةٍ اهديها للفتيات ليخفنّ الهروب مثلكِ ، لكن ومن مثلكِ؟!
قلبي ، وردةٌ جميلةٌ
لكنكِ قمتِ بطحنيتهِ
كل ما بقي
رائحةُ عنقكِ وهي تبتعد ، إلى أن يبتلعها الطريق.
المخلصُ لكِ ، الخائنُ لنفسهِ.
م