أصبحت المكملات الغذائية، نمط شائع لدى الأشخاص الذين يرغبون في استهلاك نظام غذائي سليم وصحي، ولكن البعض يفرط في استهلاك هذه المكملات من الفيتامنيات والمعادن، ولا يدرك أن الافراط المتزايد يسبب الكثر من الأمراض.
أصبحت المكملات الغذائية dietary supplements في الاونة الاخيرة جزء لايتجزء من عادات التغذية السليمة للإنسان العصري والمواكب لهذا العدد الهائل من الاطعمة المتنوعة والغريبة. حيث تعد المكملات الغذائية من الإضافات التي تساعد في الحفاظ على الصحة، ووفق وزارة الصحة، فقد تم الإتفاق على إعتبار أن الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية ، والنباتات، هي مكملات غذائية، أو أي غذاء اخر قد وافقت عليه الوزارة.
الفيتامينات والمعادن هي مركبات غذائية طبيعية، إذ تساهم في دعم العديد من العمليات الحيوية والأنزيمية في جسم الإنسان، وتسخدم لبناء وحماية وإصلاح الأنسجة المختلفة. ويذكر أن الفيتامينات هي مواد ذات أهمية بيولوجية عالية، لاسيما وأنه ومنذ سنوات نسب الإنسان للغذاء خصائص علاجية، حيث تم اكتشاف الفيتامينات، بعد أن وجد بعض الباحثين، أن استهلاك بعض المواد الغذائية، تقي الإنسان من أمراض مختلفة .
وأشارت الدراسات التي أجريت مؤخراً، إلى وجود نقص في تغذية الانسان في العصر الحديث وفي وقتنا الحالي، نتيجة الاستهلاك المنخفض لبعض الأغذية المفيدة. بجانب حدوث تراجع في نوعية الطعام المصنع .
وبالإضافة الى ذلك فقد أثبتت فعالية المكملات الغذائية في حالات النقص الغذائي، والتي يواجهها الإنسان نتيجة عدم تلقيه التغذية الكاملة والتي تحتوي على العناصر الأساسية، وكذلك ساعدت المكملات في علاج الأعراض الصحية المختلفة ومنع الإصابة بالامراض.
وبناءً عليه، وبمساندة المكملات الغذائية، أصبح بالإمكان تعويض النقص الحاصل في التغذية وببساطة وسهولة. حيث امتلأت رفوق المحلات التجارية بالمكملات الغذائية والأعشاب الطبية، وقد أصبحت في متناول اليد ومن السهول الحصول عليها. ولأن جسم الإنسان لا يستطيع إنتاج الفيتامينات والمعادن بنفسه، كان لا بد من التزود بالمكملات الغذائية، وقد تختلف أنواع وكميات الفيتامينات من شخص لاخر، وكل حسب بنيته الجسده ونمط حياته، ونشاطه وكذلك وضعه الصحي، فيجب مراعاة هذه الأمور عند تناول المكملات.
ومع زيادة الوعي الصحي لدى الجمهور، بدء الانسياق نحو استهلاك المكملات الغذائية والأعشاب الطبية وبشكل مفرط . مما أدى الى ظهور ظاهرة مقلقة من فرط الاستهلاك والاستخدام الخاطئ للمكملات الغذائية، وفي أسوء الحالات، من الممكن أن يتسبب هذا الإفراط الخاطئ في الاستخدام في إحداث أضرار صحية وتحديداً حدوث التسمم الغذائي. ولذا يمنع استهلاك المكملات الغذائية وبشكل مفرط، أي بنسبة تفوق المعدل الطبيعي وما لا يتناسب مع طبيعة جسدك وصحتك. وعدا عن ذلك، فيمكن أن يسبب استهلاك المكملات الغذائية، بجانب استهلاك أدوية معينة ضرر صحي.
الفواكة البرتقالية وفيتامين (A)
فرط استهلاك المكملات الغذائية(hypervitaminosis)، هي ظاهرة غير صحية وخطيرة وغير مرغوب بها. وهنا يجب التفرقة بين نوعين من الفيتامينات المستهلكة. والتي تقسم الى مجموعتين، تضم مجموعة الفيتامينات الذائية في الدهون، والذائبة في الماء.
- الفيتامينات الذائبة في الدهون : ويشمل هذا النوع كل من فيتامين (A,D,E,K)، إذ يتسبب الاستهلاك المفرط لهذه الفيتامينات، حدوث تسمم، نتيجة تراكم هذه الأصناف من الفيتامينات في الجسم.
- الفيتامنيات الذائبة في الماء: وهي تضم فيتامين (B) و (C)، وحمض الفوليك ، وبيوتين (Biotin)، وفيتامين(B6). فهذه الفيتامينات ذائبة في الماء ولا تتراكم في الجسن مثل الصنف السابق، وتفرز مع البول وهنا تكمن أهميتها. ويذكر أن الاستهلاك المفرط للفيتامينات في هذه المجموعة، قد يسFب ظهور أعراض جانبية مختلفة مثل الشعور بالضعف، والغثيان، والام الرأس والبطن، بجانب حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، وغيرها من الأعراض.
وتقوم أخصائية النظم الغذائية (The Dietitian)، وفي إطار وضع نظام غذائي مخصص للسيدات ، تقيم إحتواء النظام الغذائي على المكملات الغذائية والخاصة بكل مشتركة في البرنامج الغذائي. فإن كان النظام الغذائي فقير بالقيمة الغذائية المطلوبة، تعطى المشتركة توصيات لبرنامج متوازن، والذي يشمل استخدام المكملات الغذائية . وتميل العديد من النساء إلى شراء أنواع مختلفة من المكملات الغذائية، بعد تصفح العناوين الخاصة بالمكملات الغذائية في الصحف والمجلات. وهنا تكمن المشكلة، لأن هذه المكملات لم يتم فحصها بالاستناد الى الدراسات والأبحاث. لذلك تطلب أخصائية النظم الغذائية، من المشتركة إحضار هذه المكملات الغذائية معها، وعندها تتم ملائمة مكملات غذائية المناسبة لها. بالاضافة الى ذلك، يجب الانتباه الى أن استهلاك بعض المكملات الغذائية ، بجانب تناول أدوية معينة، ممكن أن يشكل هذا خطر على صحة الفرد. لذلك وحفاظاً على صحتكم يجب استشارة أخصائية النظم الغذائية.
وحفاظاً على صحكتم، نضع بين أيديكم، بعض أنواع المكملات الغذائية من الفيتامنيات والمعادن الأكثر شيوعاً، مع تبيان كيفية استهلاكها بالشكل الطبيعي ، وما هو الخطر الذي سيواجهكم في حال أكثرتم من تناول المكملات الغذائية . فما هذه الأنواع وكيف تستخدم؟
مجموعة الفيتامينات
المزيد في: انواع الفيتامينات وفوائدها.. كيف نحصل عليها من الطعام؟
- فيتامين (A): يساعد في تقوية العظام والاسنان، وتحسين الرؤية. ويمكن استهلاكه بشكل طبيعي من خلال تناول منتجات الحليب، والخضار الخضراء مثل الملفوف، والبروكولي،والسبانخ، ويتواجد فيتامين (A) في الفواكه والخضراوات ذات اللون البرتقالي، مثل الجزر، واليقطين وغيرها. ومن الممكن أن يسبب فرط تناول هذا النوع من الفيتامينات، تاثير عكسي ويعيق عمل الجهاز الهضمي وجهاز المناعة . ويذكر أن فيتامين (A) يساعد في تقوية العظام.
- مجموعة فيتامينات (B): وتعمل هذه المجموعة على تحسن فقر الدم ( الأنيميا - anemia)، وتساعد في عملية الإنتاج الطبيعي لخلايا الدم الحمراء، وكذلك إنتاج الطاقة، ومفيد لعمل الجهاز العصبي، وتحسين الذاكرة، وفعالة علاج اضطراب فرط النشاط ADHD، والاكتئاب والتوتر، كما يمنع تساقط الشعر. وتتواجد هذه المجموعة من الفيتامينات في الحبوب الكاملة، والأسماك، والدواجن، واللحوم، والأرزالكامل، والقطاني، والخضروات، مثل الفاصوليا والبازلاء والملفوف. ومن الممكن أن تحدث جرعة زائدة من هذه المجموعة، تلف في جهاز الأعصاب، والشعور بالضعف، والتعب، والتهيج والاكتئاب.
- فيتامين (C): يقوي هذا الفيتامين جهاز المناعة، ويعزز امتصاص الحديد، ويحمي بطانة الأوعية الدموية، وبالتالي فهو يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ويتواجد فيتامين C في الحمضيات،والفراولة، واللكيوي،والطماطم، والفلفل الأخضر. ومن الممكن أن يسبب فرط استهلاك فيتامين C اضطرابات في الجهاز الهضمي، والغثيان، وحتى ظهور حصى الكلى.
- فيتامين (D): يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، وتقوية العظام، ويساهم في الية تخثر الدم. وكما تكمن أهميته أيضاً في الوقاية من الأورام السرطانية التي تصيب المعدة، والقولون، والكبد وكذلك الرئتين. و يتواجد فيتامين (د) في الحليب، وسمك التونة، والبيض، ويمكن الحصول عليه في التعرض المباشر لأشعة الشمس . وقد يسبب الاستهلاك الزائد من هذا الفيتامين، أصابة العظام بالضرر وكذلك الكلى. كما يعمل على رفع ضغط الدم، والشعور بالجفاف والقيء والإمساك. كما أن البيض يحتوي على هذا فيتامين (D) والذي يقوي العظام.
- فيتامين(K): هذا الفيتامين مهم في حماية الية تخثر الدم، ومنع النزيف الزائد، ويساعد في بناء العظام، و الأوعية الدموية، ويساعد في حالة التهاب الأمعاء والبواسير. ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من خلال منتجات الألبان، والبيض، والصويا، وجذر الخضراوات، والخضروات الخضراء. ومن الممكن أن تسبب الجرعة الزائدة من هذا الفيتامين، خلل في تخثر الدم، وتلف الكبد، وفقر الدم، وتلف الجهاز الهضمي.
مجموعة المعادن
- الحديد: هومعدن ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين Haemoglobin. و يساعد في علاج فقر الدم، ويزيد من مستويات الطاقة، ويساهم في كفاءة جهاز المناعة، وهو مهم لتحسين التركيز والذاكرة. ومن أجل تحسين امتصاصه يمكن تناوله مع فيتامين C. وقد يسبب فرط استهلاك الحديد، الى ظهور أعراض جانبية، مثل الشعور بالغثيان والتقيء، والإسهال، وحدوث ضررفي الأمعاء الغليظة، وتسمم في القلب والكبد، بجانب ظهورالسكري. وغيرها من الأعراض الأخرى.
- الكالسيوم: هو معدن يتواجد معظمه في المادة الصلبة في العظام والأسنان. ويساهم في كثافة العظام، وفي تحسين أداء العضلات والجهاز العصبي، كما يساعد في تخثر الدم. يتواجد الكالسيوم في منتجات الألبان، والسردين، والحبوب الكاملة والبقوليات. ومن الممكن أن تسبب زيادة الكالسيوم في الجسم، وبالتنافس مع المعادن الأساسية مثل الحديد والزنك،إلى حدوث تراكم حصى الكلى، والتهابات المسالك البولية، واصابة القلب والعضلات.
- الزنك: هو معدن أساسي لإنتاج البروتينات في الجسم، ويساعد جهاز المناعة، وفي شفاء الجروح والاصابات، ويساهم في صحة الجلد ويمنع تساقط الشعر. ويتواجد الزنك في الأسماك، والدواجن، واللحوم الخالية من الدهون، والحبوب، والبقوليات، والطحينة، والمكسرات والأرز المطبوخ. ويضعف فرط تناول الزنك امتصاص المعادن الأساسية الأخرى، ويمكن أن يسبب فقر الدم، والشعور بالغثيان والتعب والحمى.
وتنصح أخصائية النظم الغذائية (The Dietitian)، للحفاظ على صحة سليمة وتجنب الأعراض الجانبية جراء تناول المكملات الغذائية، الانتباه من أعراض الاستهلاك المفرط لها، و كما ذكرنا سابقا. يفضل وبشكل عام إتباع قواعد التغذية السليمة، وهذا يعني تناول المكونات الغذائية ثلاث مرات على الأقل يومياً، ويشمل هذا التركيز
على مصادر الغذاء للفيتامينات والمعادن. و يجب تناول المكملات الغذائية فقط بعد استشارة الطبيب، أو أخصائية النظم الغذائية، وذلك للإستفادة من المكملات الغذائية حتى لا تضر بأجسامنا.
نصيحة
وبعد أن تعرفنا على أهمية المكملات الغذائة المهمة لأجسادنا، وذكرنا أهمية الاستهلاك المراقب والمناسب للفيتامينات والمعادن لمنع نقص فعاليته وضررها على صحتنا ، فكان من المهم فهم كيفية ملائمة المكملات الغذائية بما يتناسب مع احتياجات أجسامنا. لذلك يجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية، و الذين يكشفون ما حدث نتيجة النقص الغذائي تبعاً لاختبارات الدم، مع الاخذ بعين الإعتبار المسببات الجسدية والصحية لكل فرد. وبهذا يتم ملائمة المكمل الغذائي طبقاً لحالة الشخص.