{دولية:الفرات نيوز} شهد المملكة السعودية هذا العام حجا استثنائيا، يتوافد فيه عدد محدود من ضيوف الرحمن من مختلف مناطق المملكة على مكة المكرمة، بعد أن أنهت السلطات استعداداتها لاستقبالهم.
وطبقت السلطات السعودية هذا العام، آليات صحية مشددة وإجراءات صارمة، تواكب الحجاج منذ وصولهم، يحركها هاجس رئيسي هو ربح رهان تنظيم موسم حج خال من فيروس كورونا المستجد.
ومن شروط حج عام 1441 هجري:
- تحديد عدد الحجاج في 10 آلاف (سعودي ومقيم).
-السماح بالحج لمن هم أقل من 65 عاما ولا يعانون من أمراض مزمنة.
- الخضوع لفحوص كورونا قبل الحج.
- تجهيز مستشفى متكامل وتخصيص طواقم طبية لمرافقة الحجاج.
- مراعاة التباعد الاجتماعي أثناء أداء المناسك.
- تطبيق حجر صحي على الحجاج لمدة 14 يوما بعد الحج.
ونلت المواع الاخبارية عن وزير الحج والعمرة محمد صالح بن طاهر بنتن، القول إن "المحددات الصحية" هي الأساس في عملية اختيار الحجاج المقيمين داخل المملكة العربية السعودية.
وشدد على أنه "لا استثناءات لأحد" في موسم حج هذا العام، لافتا إلى أنه لن يؤدي فريضة الحج هذا العام أي مسؤول حكومي أو مشارك في خدمة الحجاج.
من جانبه، أوضح مستشار رئيس جامعة أم القرى لشؤون الحج والعمرة، عبد العزيز سروجي، أن هناك "معادلة من بعدين" تتعامل معها السلطات السعودية في مواسم الحج، هما "البعد الزماني والمكاني"، نظرا لوجود أوقات ومواقع محددة لمناسك الحج.
وأضاف "هذه السنة أضيف البعد الإجرائي لتلك المعادلة الصعبة، إذ يتعين على المملكة فرض إجراءات صارمة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا".
وأشار سروجي إلى أن 30 بالمئة من الحجاج هذا العام هم من "السعوديين الذين سلموا من كورونا من العاملين في القطاع الصحي، ومن رجال الأمن الذين أصيبوا وتم شفاؤهم، فيما سيتكون حصة غير السعوديين المقيمين بالمملكة هي 70 بالمئة".
ومن أجل حج آمن وصحي يضمن سلامة ضيوف الرحمن، اتخذت الحكومة السعودية أعلى الاشتراطات، فالإجراءات المتخذة صارمة، والبروتوكولات الصحية معلنة ولا تقبل التجاوز.
جهود مبذولة لدفع الحجاج إلى تبني عادات جديدة خلال وجودهم في المشاعر المقدسة، لكسر سلسلة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، والحرص على الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
وخلال مناسك الحج، يتم تطبيق إجراءات استثنائية، تشمل:
-إلزامية ارتداء الحجاج للكمامات طوال الوقت.
-منع لمس الكعبة المشرفة أو الحجر الأسود أو تقبيله.
-ارتداء الكمامة وإبقاء مسافة التباعد خلال صلاة الجماعة.
-منع مشاركة الأدوات والمعدات الشخصية بين الحجاج.
-ترك مسافة متر ونصف بين الحجاج على السلالم الكهربائية والعادية.
-تحديد عدد الأشخاص في المصاعد ومنع التزاحم في الحمامات وغرف الوضوء.
-تعقيم حصى الجمرات وتسليمها للحجاج في أكياس مغلقة.
-منع التجمعات وتقليل التواصل الشخصي بين الحجاج في الحرم.
-منع إدخال الأطعمة للحرم المكي أو الأكل في الساحات الخارجية.
-إزالة برادات مياه زمزم ومنع تخزين المياه.
- منع الدخول إلى المشاعر المقدسة (منى ومزدلفة وعرفات) بلا تصريح.
وقال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، حمد المقاطي، "بدأت الاشتراطات منذ تسجيل العدد المقنن للحجاج، للتأكد من خلوهم من كورونا، وأن لديهم التطعيمات الصحية اللازمة ليتمكنوا من المشاركة في الحج".
وأوضح المقاطي أنه تم استقبال الدفعات الأولى من الحجاج أمس (السبت)، حيث تم إجراء مسح مخبري لهم ولجميع القائمين على تقديم الخدمة لـضيوف الرحمن، الذين تم تزويدهم بأساور إلكترونية لمتابعة عزلهم في مكة".
وتابع "عدد الحجاج المحدود يأتي وفقا لاشتراطات وزارة الصحة السعودية، التي تعمد على استسقاء المعلومة من منظمة الصحة العالمية، فانتشار الفيروس يحدث بسبب التجمعات، لذا فإن محدودية هذه السنة هي أولا للحفاظ على صحة الحجاج".
القادة الصحيون
ونوه المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، إلى أنه تم استحداث بعض الخدمات في موسم الحج هذا العام، من بينها توفير "قادة صحيين"، ليرافق كل واحد منهم مجموعة من الحجاج، طيلة رحلة الحج، لتقديم الرعاية الصحية والتوعية والتأكد من تطبيق الإرشادات الوقائية.
وفي حالة الاشتباه بإصابة أحد الحجاج بفيروس كورونا، "يتم استبعاده فورا من الموقع المتواجد فيه، ونقله لأماكن محددة للعزل مثل خيم العزل أو لأحد المستشفيات المتنقلة الموجودة لخدمة الحجاج، التي تحتوي على أسرة للرعاية والمركزة، كما أن هناك عيادات متنقلة، وفقا للمقاطي.
من جانبه، شدد استشاري الأمراض الباطنية، عضو لجنة "كوفيد-19" بمستشفى الملك فهد، أحمد الخماش، على أهمية بدء الحجاج بتطبيق الإجراءات الوقائية قبل الوصول إلى مكة.
وقال "يفضل أن يقوم الحاج بزيارة الطبيب قبل بدء المناسك، لمعرفة آخر التطورات المتعلقة بفيروس كورونا، وللحصول على التطعيمات اللازمة قبل الحج".
وشدد الخماش، على أهمية الالتزام بارتداء الكمامة خلال الحج، مؤكدا على أهمية تغييرها بشكل يومي.
ونفى الطبيب أن تكون هناك تأثيرات للكمامة على التنفس، لافتا إلى أن ما يتداوله بعض الناس عن أنها تسبب الاختناق "غير صحيح".