بدأت المليشيا الإخوانية في اليمن، بمحاكاة القمع والإرهاب الحوثي في ترويع النازحين بمناطق سيطرتها، ما يكشف حجم التناغم بين الطرفين وخصوصا في سجل انتهاكات حقوق الإنسان.
وأقدمت عناصر حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، على مداهمة منزل إحدى الأسر النازحة في مدينة التربة، جنوبي تعز، كما قامت ونهبت محتوياته، وأرعبت النساء والأطفال.
وتحتضن مدينة "التربة" العشرات من الأسر النازحة التي فرت من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية في صنعاء وذمار، وينخرط أربابها ضمن صفوف المقاومة الوطنية التي تقاتل الانقلابيين الحوثيين بالساحل الغربي.
وقالت المقاومة الوطنية المرابطة في الساحل الغربي، إن المنزل يعود للمواطن "محمد السماوي"، وهو أحد منتسبيها، حيث تم الاقتحام عندما كان يحتفل بزفاف شقيقته.
وقامت المليشيا الإخوانية، بإشهار السلاح في وجه النساء والأطفال، ووفقا للمقاومة الوطنية، فقد تم نهب مجوهرات من المنزل، في جريمة قوبلت باستنكار شعبي واسع لدى مدينة التربة.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن عملية الاقتحام جاءت في إطار المساعي الإخوانية بتفجير صراع مسلح بريف تعز ومحاولتها جر المقاومة الوطنية إلى معارك جانبية بعيد عن المعركة الأم ضد المليشيا الإخوانية.
وكشفت المقاومة الوطنية، في بيان، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن قائدها، العميد طارق محمد عبدالله صالح، أجرى، اتصالات هاتفية مع محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، وقائد محور تعز العسكري، اللواء خالد فاضل، للوقوف حول قضية ترويع النازحين.
ووفقا للبيان، فقد بحث طارق صالح، في اتصالين منفصلين، قضية الاعتداء المسلحة على منزل المواطن "محمد السماوي"، وكذلك حماية الأسر النازحة في مدينة التربة وباقي مناطق "الحجرية"، حيث وعد محافظ تعز وقائد المحور، باتخاذ الإجراءات اللازمة وضبط الجناة.
تنديد واسع بالجريمة
قوبلت الجريمة التي ارتكبها الإخوان، بتنديد واسع في الأوساط الشعبية والسياسية ومنصات التواصل الاجتماعي، وقالوا إنها تندرج ضمن مخطط لمليشيا الإخوان، بافتعال صراعات لا تخدم سوى المليشيا الحوثية بالدرجة الأولى.
واستنكرت فروع حزب المؤتمر الشعبي العام في منطقة الحجرية، الأحد، التحريض على النازحين والاعتداء على منزل أحدهم من قبل مسلحين يتبعون طرفا سياسيا، في إشارة لحزب الإصلاح.
ودعا البيان، قيادتي السلطة المحلية والمحور واللجنة الأمنية إلى ضبط مسلحين قاموا بإطلاق النار واقتحام ونهب منزل النازح محمد السماوي، في مدينة التربة، أكبر مدن الحجرية.
ووصف البيان، الاعتداء الإخواني بأنه " "وصمة عار في جبين كل مواطن من أبناء تعز الذين لا يمكن أن يقبلوا على أنفسهم أو على غيرهم من المواطنين النازحين مثل هذه الممارسات الإجرامية التي تطال المواطنين وتنتهك حرمات البيوت وتروع النساء والأطفال في منازلهم".
كما أدانت رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة، ومقرها نيويورك، الاعتداءات الممنهجة التي نفذتها ميليشيات مسلحة تتبع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن حزب الإصلاح وتمولها قطر، ضد أسر نازحة من الحرب الداخلية، تقطن في مدينة التربة.
واعتبرت الرابطة، في بيان صحفي، الاعتداءات بأنها " جرائم ممنهجة ضد الإنسانية وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، وكذلك للأعراف والقيم الوطنية التي تجرم العدوان على النازحين واللاجئين تحت أي مبرر".
من جانبه، وصف مركز التنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان الاعتداء على النازحين بأنه "تطور خطير يهدد حياة مئات الأسر النازحة"، فيما اعتبر بيان لمجلس شباب الحجرية الانتهاكات بحق النازحين تصرفات صبيانية وطائشة "ممن امتهنوا الإرهاب والتطرف".
وطالبت البيانات، محافظ تعز، بإخراج كل المليشيات والعصابات من داخل مدينة التربة "التي كانت آمنة مطمئنة وملاذا لكل لاجئ كما أنها الشريان الرئيسي والوحيد للمحافظة"، في إشارة للمليشيات الإخوانية.