تعصّب المحب
إن العبد عندما يستغرق في محبة عبدٍ من العباد - لشهوة أو لحكمة - يجد في نفسه نفوراً و( استيحاشاً ) ممن لا يشاطره ذلك الحب ، فكيف إذا أحس بعداوة أحد تجاه من يحبّ ؟!..كل ذلك من صور ( التعصب ) الذي يفيده ذلك الحب المستغرق لشغاف القلب ..وقياسا على ذلك نقول: إن محبة الحق تتغلغل في نفس العبد المطيع إلى درجة يصل إلى المرحلة نفسها ، فيجد استيحاشاً بل نفوراً من الغير الذي لا يلتفت إلى الحقيقة التي استشعرها هو بكل وجوده ، وأحبها بمجامع قلبه ، ولو كان ذلك الغير من أقرب الخلق إليه ..ولهذا {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر ، يوادّون من حاد الله ورسوله ، ولو كان آباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم } .