المعصية لا بالمكابرة
يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و( الاستخفاف ) بحق الربوبية ، وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور ..إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة ..فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه ..وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه .