محطة أنس!..
إن على الإنسان
أن يحول ليلة الجمعة إلى محطة أنسٍ مع الله –عز وجل– ومحاسبة للنفس، ووقفة روحية مع
عالم الغيب.. فالذين يعيشون في بلاد الغرب، ينتظرون نهاية الأسبوع، كي يذهبوا
للجبال، وشواطئ الأنهار، والبحار.. فهم في هذه الفترة يتفرغون من العمل، كي يعودا
إلى عملهم مرة أخرى بهمة ونشاط.. وبالتالي، فإن راحتهم، ومتعتهم تكون في نهاية
الأسبوع.. فلمَ لا نحاول نحن أيضاً أن نجعل لأنفسنا ختام أسبوع، نتفرغ فيه من
الانشغال بمتاع الدنيا؟.. فنحن من السبت إلى الخميس مشغولون: إما بعملٍ، أو بدرس!..
وطبيعة النفس أنها تتكيف مع العمل المتكرر.. وبالتالي، فإننا ندور في هذه الحلقة
المفرغة: أكلٌ، وشربٌ، ونومٌ.. وفلسفة الحياة لدى البعض هو هذا الشعار: يأكل ليعيش،
ويعيش ليأكل!.. لذا من الضروري أن نستعد لآخرتنا، ونتفرّغ للعمل من أجلها، وخصوصاً
في ليالي الجمعة، وليالي القدر، وبمناسبات استشهاد الأئمة (عليهم
السلام).