.



الوردة قليلاً.. الوردة جدّاً

1
بهدوء ومرح
ينفخ الولد
في طلقة الرصاص الفارغة
ليظفر بلحن حزين

هو لا يدري
أن هذا اللحن
كلّفنا ألف مجزرة
دفعناها في خمس سنوات

2
الظلال التي خبّأناها لتلك الشمس
لم تكن كافية
لينام تحتها أطفالنا
الظلال التي طويناها بعناية
الظلال التي سمّيناها أسماء جميلة
الظلال التي سكبناها في حكايات المساء والصباح
الظلال التي زرعناها في مساكب الريحان
.
الظلال التي رحلت خلف الأشجار
الظلال التي رحلت خلف البيوت
الظلال التي رحلت خلف النازحين
.
والشمس التي ظلت وحيدة
تلعب وحدها
ولم تنجح حتّى في إخفاء مقبرة

3
ست رصاصات
نبتت في جدار الشقّة المقابلة
الشقة المهجورة منذ الحرب
منذ ثلاث سنوات بالضبط
.
الرصاصات المتناثرة بعناية
كمجموعة الدب الأكبر
لم تغادر الشقة منذ ثلاث سنوات
ست تجويفات نبت مكانها عشب ضئيل
لكنّنا كنا نراه
ونحييه عن بعد
.
محموعة الدب الأكبر الخضراء
هكذا قال أخي الكبير
:” ها هو الموت ينجب العشب”.
أمّي قالت:” هؤلاء جيراننا
عادوا من المخيّم”
وتذكرنا معاً:
الأب الأعرج
وزجته السمينة
والبنت الكبرى / الممرضة
وصديقي رشيد طالب المعهد
وحسن لاعب الكرة الأوّل في الحارة
والتوأمان في الصفّ السابع
واشرت إلى ثقبين متجاورين
وآخر العنقود خديجة

بكينا قليلاً
وقالت أمّي:
إييييييييييييه ع الدنيا
وصمتت
*
ستّة محاصرين
مثبتون على الجدار
لم يكن ثمة خبز كافٍ لنطعمهم
ولا صابون ليغتسلوا
ولكنّنا كنّا نرشّ الماء
بعناية
فوق ستةّ ثقوب
قبل أن يأتي الشتاء
ويتدلّى العشب قليلاً
.
وأخي الذي يظلّ يسأل:
“من يصدّق أن مشط رصاص
صار شعراً أخضر
وطويلاً”.
؟

منقوول