.
2)
مساء الخير أيُّها الكائن المسخ،
أنا لم أحدِّثكَ عن اليأس، أليس كذلِك؟
أن تعيرَ عنقكَ لفكرةٍ تتدلى من سقفِ رأسكَ مثلَ مشنقة!
“اليومَ حلقت الغِربانُ في جسدي”
جسدي سماءٌ صفراءُ كما ترى،
الأصفرُ لونٌ ميتٌ وجميل..
ولا فائدةَ من أن تكون سماءً ميتة وجميلة..
في المساء
يبتلعُ الفراغُ الفراغ،
ولا شيءَ يحدثُ غيرَ عقاربِ الساعة،
الزمنُ فكرةٌ مبهمة،
والفضولُ سمٌ أزرق،
ولا قيمةَ للمكان !
أنا ساعةُ حظٍ كما ترى،
تتحركُ داخلَ ذاتها الهشة،
وتتوقفُ في الحيِّز خارجها،
ما الفائدةُ في أن تصيرَ سماءً ميتة وجميلة!
(1)
صباحُ الخيرِ أيُّها الكائن المسخ.
هل جربتَ أن تدخلَ حقلَ مرايا من قبل؟
أن ترى صرختَكَ صورةً تتكررُ بشكلٍ لا نهائي،
قبل أن تصمُتَ فجأةً،
(حاول أن تلتقطَ الأصواتَ المختلفة التي تستطيع سماعها)
البارحة،
طارت الخفافيشُ من جسدي،
لم أستطعْ عدَّها،
ابتلعها الفراغُ قبل أن أفعل،
في الحقيقةِ لم يكنْ هناك سوى الفراغ،
وخفافيشٌ حلَّقت منذ لحظة،
جسدي لم يكن هناك !
أكرهُ اللون الأبيض،
التعري،
فكرةٌ كئيبةٌ،
أقصدُ، عندما يفقدُ الآخرونَ رؤوسهم،
يشبهُ الانتحار بابتلاع سجائرَ رخيصة،
أو بممارسةِ “العادة السرية”
لكنكَ مختلفٌ يا صديقي المسخ،
لقدَ فقدتَ يديكَ فقط !
ولا مشكلةَ في أن أتعرى أمامكَ،
هذا المساء
لن أضعَ رأسي داخلَ قبعةٍ،
لن أذهبَ إلى الشاطئ،
وبالطبعِ لن أحاول تقليد الصوتِ الرهيب لطيور النورس،
سأخلدُ إلى النومِ مباشرةً،
السقفُ فكرةٌ بيضاءَ أخرى !
هل أخبرتُكَ أنني أكرهُ اللونَ الأبيض؟
منقوول