النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

عِبرة «مو يان»

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 758 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77

    عِبرة «مو يان»

    عِبرة «مو يان»





    مو يان الحاصل على جائزة نوبل للآداب للعام 2012 روائي صيني. ولد العام 1955. له عدد من الأعمال من بينها الذرة الرفيعة الحمراء سنة 1987، و أوقات سعيدة سنة 2000.كان حصول مو يان على نوبل مفاجأة لكثيرين. فهو يعيش في أحضان النظام الشيوعي الصيني.
    ولم يتعرض للسجن أو الاضطهاد. ولم يهاجر وهذا يدل على أنه متوافق في الكتابة، والتصورات، والآراء مع النظام الشمولي الحاكم، وهو أمر لا يرضاه عدد من الكتاب والمثقفين العالميين الذين يرون في الأدب والرواية، تحديدا، موقفا نقديا من الأنظمة الدكتاتورية، والأنظمة المقيدة للحريات المدنية بأشكالها.
    مو يان، شأنه شأن المستغربين، فوجئ بحصوله على نوبل، ولكنه، بالتأكيد، رأى في موقف أعضاء الأكاديمية المانحين للجائزة إدراكا عميقا للعلاقة بين الرواية والمناهضة للدكتاتوريات، ونقد أشكال التسلط المختلفة في المجتمعات التي تعاني منها كالصين. إنه موقف يشبه ذلك الذي تبنته خالة مو يان، وكانت إحدى شخصيات روايته الأخيرة (ضفدعة) وقد أظهرها مو يان بصورة جديدة وسيئة، لا تشبهها في الواقع، إلا انها لم تعترض، لأنها تعرف على بساطة وعيها، أن الأدب شيء والواقع شيء آخر. فليس يعني بقاء مو يان حيا وطليقا في الصين الدكتاتورية، أنه كاتب متواطئ مع النظام السياسي الصيني، أو انه لم يقل الكثير في نقد ذلك النظام بطريقة غير مباشرة. وإلا فما هي الرواية؟
    إنها في جميع الأحوال ادعاء السذاجة، وخلو النية من أي سوء، فيما تنقله من الحكايات. ولكنه مجرد ادعاء كاذب كليا.
    إن والدة مو يان التي ذكرها كثيرا في كلمته أمام (نوبل) كانت تكره أن يكون ابنها ثرثارا ومهذارا. فليست هذه صفة تليق بالرجال. ولذا كانت تكره أن يذهب للاستماع إلى الحكائين الذين يزورون قريتهم. فهؤلاء- في نظرها- لا يشجعون غير الثرثرة. ولكن مو يان كان يجيء من الحكائين بالحكايات فقط، أما طريقة الحكي فهو من يقترحها مع الإضافة والتغيير بحسب مقتضيات التأثير في الأم. وهو ما ستنتبه إليه، لتسمح له، ولو بطريقة غير معلنة، بالذهاب إلى الحكائين. فقد كانت تعفيه من واجبات اليوم الذي يأتي فيه الحكاء إلى القرية.
    لعل الأم أدركت قدرة ابنها على تضمين الحكايات ما ينقصها من واجبات تجاه القراء، وتجاه المجتمع، وهو ما سينتبه إليه مو يان الذي يعني اسمه (لا تتحدث) أي لا تقل (أيَ كلام، لمجرد الكلام) وإلا.. اصمت.
    ومو يان كان يكره الصمت منذ البداية، ويخشى في الوقت نفسه تحذيرات الأم من الثرثرة، أو الكلام الزائد. ولذا كان يغير ما يسمع من الحكائين، ليجعله مؤثرا، وذا دلالة للسامع، هذا أولا، ومن ثم صار ينفر من أية اعادة، لأي حديث، بما في ذلك حديث روائيي المفضلين كوليم فوكنر، الذي رفض أن يتأثر به مع أنه أحبه كثيرا. وهو أمر ضروري للأدب والرواية، فهي بصمة شخصية، لا يجوز فيها التقليد أبدا، او الخضوع لصوت غير صوت الذات، سواء كان الصوت لمؤلف كبير أم كان نظرية تقول: إن الرواية يجب أن تحاكي حياة الطبقة الوسطى في المدينة وتعبر عن مشاكلها. فمو يان يبدأ بالكتابة عن المدينة، التي ينتقل إليها بعد أن يشعر برتابة الحياة في الريف الصيني، ولكنه يجد ما يكتب خاليا من الحياة، ليتحول عنه إلى الكتابة عن الصور المختزنة، في عقله، وذاكرته، عن الريف الصيني، ليخرج بأفضل رواياته، وأكثرها خيالا وروحا.
    وهذا لا يعني أن الآخرين غير مؤثرين، ولكنه يعني أنهم صاروا جزءا منا، وأن الكاتب أعاد تمثلهم وإنتاجهم، انهم يصيرون جزءا من الكتابة. تماما كالأم التي تقدم لمو يان حكمة أخرى في رمادها هذه المرة. فعندما يضطر مو يان إلى فتح قبرها، بعد مرور أكثر من عقد على وفاتها، لنقل رفاتها إلى مكان آخر غير هذا الذي هي فيه، والذي ستمر عليه سكة قطارات، يجد مويان أن الصندوق الخشبي الذي يحوي الرماد قد ذاب في التراب، ولم يعد له وجود. ولذا يكتفي بحفنة من التراب، مدركا ان أمه صارت جزءا من الأرض، وانها تسمعه الان حيث يقف على هذه الارض تاليا كلمته على مسامع نوبل والعالم.
    وهكذا الكتاب الكبار او المعلمون الكبار، بما فيهم مو يان، سيتحولون الى قبضة من التراب، وسيعودون حتما الى الثقافة العالمية، والإنسانية، التي لا تعرف أجناسا، او ألوانا. وإنها قيمة جائزة نوبل.. فهي تأكيد على إنسانية الثقافة، والأدب، وعالميتهما.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    CANDY
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: على سطح القمر
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 4,008 المواضيع: 316
    التقييم: 968
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: logistic company
    أكلتي المفضلة: Healthy Food
    آخر نشاط: 27/March/2015
    شكرا على التقرير المميز

  3. #3
    من أهل الدار
    ★l̃̾σ̃̾я̃̾d̃̾★
    تاريخ التسجيل: September-2012
    الدولة: Iraq - Wasit - AL Kut
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,720 المواضيع: 1,713
    صوتيات: 53 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 11280
    مزاجي: كـ{مَــوؤـج الــبَحَـر}
    المهنة: Biological
    أكلتي المفضلة: Pizza
    موبايلي: I phone
    آخر نشاط: 26/April/2021
    مقالات المدونة: 28
    كم يسعدني ويشرفني ان اضع بصمتي
    على صفحاتكم التي تزهو بالجمال والروعه
    فلقد تعودت منكم على كل ماهو ممتع ومفيد ومميز
    دمتم مبديعن مضيئين سماء منتداناالغالي

    بانتظار كل ما هو جديدومميز



  4. #4

  5. #5
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Endless Queen مشاهدة المشاركة
    شكرا على التقرير المميز
    اهلا كوووين منورة

  6. #6
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبريائي قاهرهم مشاهدة المشاركة
    كم يسعدني ويشرفني ان اضع بصمتي
    على صفحاتكم التي تزهو بالجمال والروعه
    فلقد تعودت منكم على كل ماهو ممتع ومفيد ومميز
    دمتم مبديعن مضيئين سماء منتداناالغالي

    بانتظار كل ما هو جديدومميز


    انا من يسعدها رؤية بصمتك في متصفحي انتقائك للكلمات يدل على رقيك
    شكرا من الاعماق تحياتي

  7. #7
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر زايد خليف العتابي مشاهدة المشاركة
    سبحان من جعل (لا يتحدث) يأخذ جائزة نوبل للحكائين
    اي والله اني من قريت الموضوع كلت شوف التناقض الي يعيشة الانسان احيانا يوصله للقمم
    شكرا للمرور

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال