السلام عليكم
ان وجود التيارات السياسية المعارضة في تركيا محل استغراب كبير وهو مؤشر على دعم تركيا لهذه الجماعات والطموح في استخدامها لمشروعها فهل يمكن ان نقول انها وفرت علئ نفسها مهمة تجنيد ادوات الحرب او انها وجدت من يلبي طموحها بالقوة فوجود الاخوان المسلمين وهروبهم الى تركيا افقدهم خط العودة لبلادهم بسبب انتهاجهم طريق القتل والقوة في البحث عن مكسب سياسي فالاخوان يعتقدون بشرعية احقيتهم بالسلطة في مصر بدليل التمثيل الانتخابي الذي جاء ب محمد مرسي
لقد مثل انتقال الاخوان من حاضنة قطر لتركيا تغييرات جذرية تتعلق بسلوكه خارج ارضه فبعد اكتسابه تاييد النظام القطري واحتوائه في اراضيه عمل الاخوان على استخدام ماكينة الاعلام والدعاية والترويج للحزب بما يمثل مصالحها بدعم قطر لها في مصر متمثل بمصالح قطر من التعاون مع الاخوان في بناء قوتها في مصر وهذا ما ولد استياء من السعودية والامارات نتيجة بحث قطر عن موضع قدم لها في مصر ومحاولتها دعم الجماعة التي تجد فيها السعودية والامارات نظام ارهابي لا يلبي طموح واستقرار المنطقة فبعد فشل كل المحاولات عن ايقاف الدعم القطري قطعت دول التعاون علاقتها مع قطر وانتقل حاضنة الاخوان لتركيا ليكون مهدها الاخير
ويمكن ايجاز محاور الدعم والسلوك للاخوان في تركيا بعدة امور :
اولا : التمثيل السياسي للاخوان في مصر اكسبهم خبرة في الامور السياسية وعسكرية
ثانيا: محاولة تركيا على خلق قوة اقليمية لها في المنطقة باستخدامهم
ثالثا: خوف الاخوان من فقدان الملاذ الاخير
رابعا: تلبية طموح تركيا في سبيل زعزعة النظام في مصر
خامسا: خوف تركيا الدائم من تسيد السعودية علئ المنطقة وانتهاء حلم الدولة العثمانية في جعل تركيا عاصمة الامة الاسلامية وبذلك توفر الدعم للاخوان لمواجهة كل عائق يقف امامها
ان وجود الاخوان في تركيا ورقة ضغط وخوف مستمر لمصر والخليج كما احتفظت سابقا بعناصر النصرة التي زجت بهم في حرب ليبيا وهذه الرغبة تظهر ان المحاولات القادمة لتركيا ستستخدم بها جميع اوراقها للضغط على البلدان التي يستهدفها النشاط والهيمنة التركية بالمنطقة
ففي العراق تحاول تركيا الضغط على الحكومة ومساومتها بملف المياه والتعاون مقابل القضاء على عناصر حزب العمال في شمال العراق
وابتزازها النظام السوري بانشاء المنطقة الحرة 2017 والتي استطاعت من خلالها تحقيق مكسب على ارض الواقع متمثل بايواء عوائل التنظيم وتهريب عناصر التنظيم لاستخدامهم في حروبها
اما ليبيا استطاعت تركيا تجنيد العديد من الفصائل التابعة لها في محاولة لكسب اخر معقل لها في افريقيا الوسطى فان انتصار حفتر سيفقد تركيا ارض خصبة لاقامة انشطتها على السواحل الوسطى والبحر المتوسط
الاخوان في تركيا بنوا احلامهم على اوردغان المعروف بتقلب ارائه وعلاقاته فهل سيتحقق ما يطمحون اليه بوجود حزب العدالة والتنمية ؟
فهل ستكون نهاية الاخوان في تركيا خصوصا انهم ملاحقيين دوليا بتهمة الارهاب وتهديد الامن الوطني لمصر ؟ ام ستكون اداة من ادوات النفع التي استخدمها اوردغان ؟
ما يجمع الاخوان مع حزب العدالة الرابط الاسلامي فهل سيستمر لو اتجه النظام الجديد لتركيا نحو الانفتاح باتجاه الاتحاد الاوربي ؟
فهل تعتقد ان اوردغان سوف يستخدم الاخوان في دعم حملاته الانتخابية لتجديد رئاسته ؟
التعليقات تقيم