الغَرورُ، في قَوله تعالى: فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان 33]
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ولا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:5]
الغُرورُ بضم الغين يأتي مَصْدراً ويأتي اسماً؛ والغَرورُ بفتح الغين: الشَّديدُ التّغريرِ، ولا يَكونُ شديدَ التغريرِ إلاّ الشَّيْطانُ، لأنه يزيّنُ لهم القَبائحَ ويُقبِّحُ المَحاسنَ، بما يُلائمُ نُفوسَهم، والذي دلَّ على أنّه الشّيطانُ أمْرانِ من داخلِ السياقِ اللغويّ:
- دلالَة الصّيغَةِ على المُبالَغَةِ، فهو أشدّ المَخْلوقاتِ تَغريراً بالإنسانِ، ولا يَفوقُه في ذلكَ أحدٌ على الإطلاقِ. وقَد ورَدَ التّحذيرُ الشديدُ منه،مَدلولاً عليْه بلا الناهيةِ وبنون التوكيد الثقيلَة.
- الأمرُ الثاني: وُرودُ لَفظ الشيطانِ بعدَ الغَرور: « إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا » ، فالمَذكورُ بعدَ الغَرور مَرجعٌ مُفسِّرٌ. والتَّعريفُ في الغَرور للعَهْد، فَتَقَرَّرَ المسندُ إليه بالبيانِ بَعد الإِبْهامِ.
أمّا تَكريرُ فعل النَّهي [فلا تَغُرَّنكم ولا يَغُرّنّكُم] فَلِلمُبالغة فيه وإنّما اختلافُ الغَرورين في الكَيفية.