دندنة - 2016
لا نحسن النسيان .. الا موجِعا ........... لنشمّ ذاكرة وننزف أدمعا
بين احتشاد رؤاك أمسُ يصفّنا ... صوتٌ لنأيك في الصدور تجمعا
لتدور رأس حناجر الشكوى اليكَ .... تمدّ من ولهٍ لفجرك إصبعا
ونطوف لا معنى يلونُ حقلنا ... اذ حقلُ دربك بالذبول .. تقنّعا
يا أمسُ .. من يهب الخطى نيسانها إن خيط شمسك بالمغيب تقطعا
يا أمسُ .. من يهب اضطراب نهارنا ضوءاً يقيناً ... اذ صباحك ضُيّعا
يا أمسُ ... كلّ الأرض حبرك والمدى ... لكنّ حرفك مذ رحلت .. تمنّعا
نحنُ اختفاؤك .. محضُ ظلّ باهتٍ ... ينسلُّ يخصفُ من رحيلكَ.. أضلعا
يقظٌ بنا التذكارُ حتى نبضِنا ................ ليلفنا عبثاً ... ويطوينا .. معا
لاتُخرس العين ذي أجفانها حطب
تُغري محاجرها.. بوابة الثغب
أنت الشهيد عليها مُنذ يكتبها
توقٌ من الليل حتى.. مطلع التعب
لا تنقش الدرب.. دال الدرب يسكنها
رب الجذوع التي قامت بلا رطب
أسكب مُناك على كأس اليقين.. سدى
وأكفر بفيئك كم يرنو إلى العنب
قم هاهنا قارئاً للنهر.. سورتها
فان غرقت تجد في القاع قلب نبي
إنا وهبناك ساقاً كي نُكبلها
يا نخلة الله.. يا طفلا.. من القصب
لو تسأل الضوء حناءا يكون بها
باب المراد ملاذاً.. جاء بالعتب
إنا كتبناك بئراً بعض آيته
ان لا تكون.. وخابت منية الشهب
إحشد أغانيك في كفيّ منيتها
كما مواويلَ يتمٍ.. في عيون صبي
ودع لصدرك من وسواسها.. وتراً
وغنّها سادراً.. يا خير منقلبي
مايمنعني من الإنفلات منكِ، هو أنني أهاب أرتكاب.. مالايمكن التراجع عنه
و تخيلي وطأة الأمر ، أن يتم هذا بعينين مفتوحتين..
أخبريني
هل يصمد المرء إذا ماأختار هدم يقين يعنيه.. يقين هو كل ما يتكأ عليه ويسنده؟
أعرفي هذا فقط:
كل مايتعلق بكِ، يسير الآن داخل رأسي بدوائر.. على أطراف أصابعه
و أعرف بأنه حقيقي بقدر تعلقي برائحة وجهكِ
وهذا ما لايمكن إعادة تخليقه.
أعرف اليأس الذي يلف.. خصر إسمي على شفاهكِ، وأنتِ لا تستطيعين لفظه..
و إن حدث ولفظتهِ.. بمخاض مر.. وكان لا كما ينطقه قلبكِ، سيكون بمثابة الهاوية التي تومض، لتبتلعكِ في النهاية.
أخبرتني مرة:
أتخيل أسمك.. مثل طائر بصدري.. ياشمس
وبقدر تعلقي بالمذاق ساعة، أنطقكً، إلا أنّي أخاف من اليوم الذي أعجز فيه عن مداراته،
أن أُحرره من فمي.. فيسقط مثل اي دعاء لم يؤذن له
أتخيلني منحنية عليه.. و عاجزة أمامه
الأمر الذي يرعبني ويصيبني برغبة جامحة بالصراخ
ساعتها فقط، فكرت .. ما الذي توفره الحياة لروحين بختم واحد؟
مضحك جداً ياشمس أن أخاف عليك من أن أحبك…
لم نُبقِ شيئاً للغد
لا أكبر وعد خرج من فمي، ولا أنصع حزن سقط من عيونكِ
سيقول الطبيب: هل بإستطاعتكِ الآن وضع يدكِ فوق الألم؟
على الأرجح لن تستطيعين.. وأنا كذلك!
يالها من نعمة، أن لاتتذكري أين دفنتي الجهات، وأصابعكِ.
أُفكّر بشعركِ.. لأُتم رأسي
والذي أجرى دموعي عندما.. عندما أعرضت من غير سبب
ضع على صدري يمناك فما.. أجدر الماء بإطفاء اللهب
أنتِ هنا.. حيث لا أحد.. تريدين أن تقولي لإساءات العالم كلها:
صباح الخير، بطريقة مهذبة.
تُكملين بكامل نعاسكِ:
يا أُهيل الحي من وادي الغضا.. وبقلبي مسكن أنتم به
ضاق عن وجدي بكم رحب الفضا.. لا أبالي شرقهُ من غربهِ
تتخيلين الأمر، ماذا لو أبقاها العالم بفمه، ليوم واحد على الأقل؟
وتقصدين "جادك الغيث" الملطخة بتفاصيل فيروز، التفاصيل التي لو عُممت على الوقت، لصار الوقت أخف وأسهل وأسرع….
ما الذي سيخسره العالم لو ضيع مفاتيح تعاليه.. سخطه، وأنانيته، لو يلتقط المدير "سيلفي" مع من يمسح أثاث مكتبه ويُردفها ب: أؤمن بك؟
لو يستمع الطبيب لأوهام مريضه.. حتى النهاية.. لو يشاركه شكواه المتكررة وهلاوسه؟
لو نقول لشخص من "أهل الله" أُحب صوتك أو ضحكتك؟
أن نفعلها بلا حاجة للتمهيد أو الوعي أو هامش من منطق
هكذا فقط…
أحور المقلة معسول اللمى.. جال في النفسِ مجال النَفَسِ
تأخذين نفساً طويلاً وتضحكين لفرط إنسانيتكِ: لاشيء من هذا سيحدث بالطبع.
أُكررها دائماً:
لن يصل أحداً لنهاية الأغُنية، إلاكِ.
لذلك أنتِ وحدكِ من تمتلكين ذراعيها الواسعتين.. ذراعيها الكافيتين لإحتضان الأشياء بنقصها وبرودها وخوفها وخشيتها وهشاشتها وتلاشيها.
و وحدكِ من تعرفين، بأن بإمكان أغنية واحدة أن تحول دون تفتت رأس تعرض للتو لحادث سير .
وبأنها البديل المناسب لفم الأمهات.. وهن يودعن ماتيسر من أرواحهن.
يمد الوقت لسانه بوجهكِ، تنتبهين لدورة الحياة، بينما يرفض كامل جسمكِ الإمتثال للصحو..
تتجمهرين ضده بطريقة ساخرة كالعادة:
_ تقول دائماً، بأني "فهرس الضوء".. طيب لأقول لك:
الشمس جرّة مكسورة.. لا أكثر ولا أقل!
وقبل أن تنهضي لتجري خلفكِ التعب والصداع وهالات عيونكِ
تختمين حديثكِ (مع النعاس ونفسكِ):
"بخاف عليك.. وبخاف تنساني"
أُحاول اللحاق بكِ، كمن ينشد آخر نتفة من الهواء، في سريره الضيق.. قبل أن يتم الإختناق عمله.
تتفاقمين داخل رأسي، بطريقة مدهشة وصادمة.. بشراهة بالغة القسوة أو اللذة، لا أعرف.. تصوري الأمر كما لو أنه حريق يلتهم غابات منغوليا لأسابيع وأشهر متواصلة..
بالأمس مثلاً جربت أن أُهشمه.. وأعني رأسي، هذا الذي يجتهد بإقتفاء تفاصيلك الدقيقة والمُهمشة، تفاصيلكِ المُنمنمة حد السُكر مايجعل إستحضارها مثل وخز مستمر ومُزمن.. يقتفيها وكأنه جرو أمين وصادق في الوقت نفسه.
ما أود قوله.. هو إنني فشلت، بل وتبسمت له على سبيل المحبة والرضا
تشقى كثيرا الشفاه التي تموت عليها الرسائل ..