يحكى أنه كان هناك رجلا يداوم على قراءة القرآن ولكنه لا يحفظ منه شيئا على الإطلاق، وبيوم من الأيام سأله ابنه: “يا أبتي أنتَ دائما تقرأ القرآن ولكنك لا تحفظ منه شيئا، أريدك اليوم أن تخبرني ما فائدة قراءتك للقرآن دون حفظه، فإني أجدها دون نفع”.
أجابه والده: “سأخبرك بفائدة قراءة القرآن حتى وإن لم تحفظ منه شيئا ولكن بعدما تتم لي هذه المهمة، املأ هذه السلة (سلة مصنوعة من القش يضعون بها الفحم) من ماء البحر”.
تعجب الابن قائلا: “أملأ ماذا؟!، كيف يا أبتي وأنت تعلم أنها من القش؟!”
الوالد: “حاول على الأقل، ألا تريد أن تعلم الفائدة؟!”
حاول الابن بكل جهده، ولكن الماء كان بكل مرة يتسرب من السلة، حاول مرارا وتكرارا حتى اعتراه التعب وأرهقه، حينها رجع إلى والده وأخبره باستحالة حدوث ما طلب منه…
الوالد: “يا بني تمعن بنظرك جيدا في السلة، وأخبرني هل من تغيرات طرأت عليها؟”
الابن: “نعم يا أبتاه، لقد أصبحت نظيفة بعدما أزال عنها ماء البحر بقايا الفحم التي كانت تلتصق بها”.
الوالد: “الآن أستطيع أن أخبرك ما فائدة قراءة القرآن حتى دون حفظ كلمة واحدة منه، إن الحياة بأمورها تجعل قلبنا مغلفا بالذنوب والمعاصي وقراءة القرآن تنظف قلبنا وتزيل عنه كل ما خلفته أمور الدنيا كما فعلت مياه البحر بسلة القش عندما أزالت عنها رواسب الفحم العالقة بها”.