قَد طَالَ بِي شَوقٌ إلى لُقيَاكَا
وَاليَومَ وافاني الزَّمَانُ بِذاكَا
إِني لأشكُرُ لِلزَّمَانِ صَنِيعَه
مَا كُنتُ أعهُدهَا له لَولاَكَا
رَحُبَت بِمَقدَمِكَ الصدورُ فَهل مشَى
فَصلُ الرَّبيعِ لِصَدرِ نضا بخُطاكا
يَا طاهرَ القَلبِ الرحيبِ وطاهرَ النَّسَبِ
الحَسيبِ وطاهرٌ أشُمُّ نَداكا
قد رُرتَنا فَكشَفتَ عَنَّا غُمَّةً
ما كانَ يكشِفُها سِوى مَرآكَا
وتَضوَّعت مرَّاكشٌ مِسكاً بِكُم
لَو ضَاع مِن مِسكٍ شَذاً كشَذَاكا
تَرتدُّ عينُ النَّاظِرينَ كَلِيلَةً
يَا شمسُ إن نُظِرَت لنُورُ سَنَاكا
قد كُنتَ أكبرَ شَخصِه بِالعِلم وال
آدَابِ مُستمِعاً لِحَاكٍ حاكَى
وأوَابدٌ في الشِّعرِ لَم تُلحَق ومَا
خَشِيَت بِتَيهَاءِ الخَيَال شَرَاكا
من كلِّ معنًى مُودَنعٍ فِي لَفظهِ
كَعُقُود دُرٍّ أُودِعَت أسلاَكَا
حَتَّى ظِفرتُ بِرُؤيَةٍ مِن وَجهِهِ
فرأيتُ شخصَه فوق ذاك وذاكَا
نُورُ الهُدَى إن حُلَّ باطِنُ مَهدِهِ
لاَ نستَطيعُ لكُنهِه إدرَاكَا
يَا مَن رَآه وَمَا رَآه وَإن غَدَت
مَملُوءةً مَن شَخصِه عَينَاكَا
حَسبِي وَحسبُكَ ما أقولُ وَمَا تَقُول
وَلَيسَ مَن يَبكي عندَنَا مَثوَاكا
الله يعلم أنني لك شيقٌ
لكن تقاصر عندنا مثواكا
فَذَهبتَ فِي كَنفِ الإِلهِ وحِفظِهِ
وَاللهُ جَلَّ جَلاَلهُ يَرعَاكَا