الشيخ عبد الكريم المدرس 1901-2005
العلامة الأستاذ عبدالكريم المدرس مفتي الديار العراقية وأحد من علماء العراق البارزين، ولد في قرية (دره شيش) من قرى السليمانية سنة 1901 ونظراً لوجوده في بيئة دينية. فقد توجه نحو الدراسة الإسلامية في المدارس الدينية التي كانت منتشرة في أنحاء مختلفة من العراق ومنها إقليم كوردستان، وقد درس على يد نخبة من العلماء ونال الإجازة العلمية سنة 1925 من الشيخ عمر القرة داغي، وصار بعد ذلك مدرساًَ وإماماً في إحدى جوامع قضاء حلبجة.
ولم يمض وقت طويل حتى إنتقل إلى قرية بيارة حيث عمل مدرساً في مدرستها الدينية حتى سنة 1951 وهناك برز حتى أصبح يسمى (عبدالكريم بيارة المدرس).
درس في السليمانية وكركوك قبل أن يستقر ببغداد ، ويعين مدرساً في مدرسة الشيخعبدالقادر الكيلاني وإماماً في جامع الأحمدي ومع إنه أحال نفسه على التقاعد الوظيفي إلا انه ظل يواصل الدرس والتدريس والإفتاء حتى آخر يوم من حياته .
كان، رحمه الله ، مرجعاً فقيها كبيراً تزوره الوفود من جميع أنحاء العالم الإسلامي في مقره بالحضرة الكيلانية المشرفة، وتخرج على يديه العشرات من علماء الدين ونالوا الإجازة العلمية التي أهلتهم لممارسة الخطابة والإمامة والوعظ والتدريس.
ترك المرحوم المدرس عدداً كبيراً من الكتب والدراسات باللغتين العربية والكوردية منها (تفسير القران الكريم باللغة الكوردية) ويقع في سبعة أجزاء، وكتاب (الشريعة الإسلامية) باللغة الكوردية وكتاب (فتاوى العلماء الأكراد الفقهية) باللغة العربية (3 أجزاء) وتفسير القران الكريم (مواهب الرحمن في تفسير القران) ثمان أجزاء.
ومن مؤلفاته في النحو المواهب الحميدة في شرح الفريدة) للسيوطي، وفي علم الكلام له (الوسيلة في شرح الفضيلة) لعبد الرحيم المولودي، وفي الأدب الكوردي (شرح ديوان مولوي)، وشرح ديوان فقي قادر هماوندي، وشرح ديوان بيساراني وكان له اهتمام كبير في التاريخ ، ومن مؤلفاته في هذا المجال كتابه: (علماؤنا في خدمة العلم والدين) باللغة العربية.
أنتخب عضواً في المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه سنة 1947، كما أختير عضواً مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني .. كتب عنه الأستاذ الصديق حميد المطبعي في الجزء الأول من موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين والتي نشرتها دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1995.
رحم الله المدرس فقد كان فقيها ورعاً ،وأستاذاً بارزاً، ومفكراً فذاً ،وعالما ًجليلاً.. أحترمه العراقيون جميعاً ووضعوه في مكانة لائقة به.. ولاشك في أن وفاته تعد خسارة كبيرة وعزائنا إنه ترك مايجعلنا نذكره والذكر للإنسان حياة ثانية له، وافته المنية، عن عمر ناهز الـ 104 عاماً في الساعة الثانية عشر ليلة الـ 29/30-8-2005 في العاصمة بغداد.