في هذه الأوقات. وخاصة بعد انتشار الحجر الصحي وحظر التجول في العديد من الأماكن، تبرز مشكلة كانت موجودة منذ زمن طويل و يعاني معظمنا منها. ولكن تتفاقم أضعافاً في حجمها نظراً لبقائنا في المنزل لمدد طويلة وزيادة وقتنا على الشاشات. الوقت الذي كان كبيراً في البداية أساساً. وهي مشكلة التصفح اللانهائي. إما للفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي أو الانترنت بشكل عام. ترى هل المشكلة ضياع الوقت فقط؟ وما هي الحلول؟ تابع معنا.
صحتك النفسية في خطر
التصفح الدائم والعشوائي ليس فقط يضيع الوقت. بل هو مصدر للإحساس بالكسل أو الاكتئاب بسبب التصفح بدون سبب. خصوصاً في هذه الأوقات تكمن مشكلة أكبر. فربما تستيقظ من النوم في التاسعة صباحاً. لتقوم بمسك هاتفك بالطبع وفتح فيس بوك أو إشعاراتك لتشاهد الأخبار. بالطبع معظمها أخبار سيئة. إما حالات وفاة، أعداد مرضى، حروب، مشاكل محلية. والعديد العديد من هذه الأخبار. لتقوم بعدها من على السرير لتحاول فعل شيء جيد. وتأخذ في وسطه استراحة لمشاهدة جرعتك من الأخبار السيئة والمتجددة بشكل دائم على مدار اليوم. لك أن تتخيل ما يفعله صنبور الأخبار هذا بصحتك النفسية.
ضع خطة للتحكم في الوقت
الإنسان بطبيعته مستهلك للمعلومات، وتلك الأخبار على الإنترنت هي كالحلوى الإلكترونية بالنسبة للدماغ. مضرة وسهلة الأكل وتريد المزيد منها دائماً. ولمقاومة الإغراء علينا أن نضع خطة للتحكم في كمية استهلاكنا للمعلومات الإلكترونية. كما نقوم تماماً بوضع خطط لفقدان الوزن.
يقول الطبيب Adam Gazzaley الأخصائي في طب وعلوم الأعصاب، أن الخطوة الأولى هي معرفة أخطار هذه الممارسات. يجب أن تدرك أنك لا تريد أن تعيش حياتك تدور في ساقية استهلاك الأخبار. فبعد نقطة ما تصبح كثرة الأخبار واستهلاكها بلا فائدة.
أما الخطوة الثانية هي عمل خطة واقعية يمكنك تطبيقها والعمل عليها بشكل مستمر حتى تتحول لعادة. وقم بالتأكد من أكثر الأشياء التي تؤثر عليك. فأنا مثلاً وجدت استهلاك الفيديو سواء يوتيوب أو المسلسلات وغيرها. لذا قررت أن ألتزم باستهلاك الفيديو يومين فقط في الأسبوع لمدة ساعة في كل يوم منها. وكان هذا بالفعل أكبر مضيع للوقت لدي كما كان يصيبني بالاكتئاب الأخبار والكسل عن العمل. وهو دليل أنك يمكن حتى أن تقوم بتغييرات بسيطة و تدريجية في حياتك. ليس بالضرورة خطة شاملة لتحسين وتغيير كل شيء.
الاسترخاء مهم ومفقود
هناك العديد من الطرق للاسترخاء. ولكن للأسف صرنا ننسى أن نريح أعصابنا. فمثلاً تخيلني أكتب هذا المقال لعملي في آي-فون إسلام. جزء معتاد من اليوم. علي فتح الموقع واستكشاف الموجود فيه من تعليقات على مقالاتي. ثم التحقق من مسودات أفكار المقالات وإضافة الجديد لها أو التعديل عليها. بعد ذلك يأتي البحث عن المصادر والمعلومات والتحقق منها وعمل مسودة ثم تأتي الكتابة والتنسيق. عمل كثير أحتاج أخذ استراحة في منتصفه. فأقوم كعادتي بالتوجه إلى موقع يوتيوب لاستكشاف بعض الفيديوهات الترفيهية. ولكن المشكلة هنا اني أستهلك تلك المقاطع ولكن لا تسترخي أعصابي. بل تظل مشدودة إلى أن أعود لاستكمال العمل دون الحصول على فائدة الراحة.
لن أخبرك بالطبع كيف تسترخي فكل يعلم ما يريحه. لكن حاول أن تدع كثيراً من أوقات الراحة لأنشطة تريح أعصابك تماماً. سواء الرياضة، الاستمتاع بالجلوس في فناء المنزل، أو الاستماع إلى القرآن “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب”
تأكد أن هذا النشاط يريحك نفسياً ولا يحتاج لمجهود عقلي
تواصل مع الأحباب بشكل فعال
مع زيادة وقتك الخاص بالتواصل مع الأهل والأحباب يقل وقت استهلاكك لما يتعب الأعصاب من أشياء أخرى. ولا نعني هنا مجرد الكلام اليومي كما مع العائلة. بل ربما يمكنك فتح محادثات مع الأهل أو مع صديق ترتاح له بشدة. والانطلاق في الحديث فقط. ربما تحكي عن إحساسك وتجربتك حتى في هذه الأيام. وربما يكون هذا الصديق بعيداً عنك بالطبع، لذا قد يكون من المغري استخدام برامج مثل فيس تايم وزووم للحديث. ولكن استخدام هذه البرامج لأوقات طويلة وشهور قد يؤدي إلى الإرهاق الجسدي لذا ربما تريد التنويع أيضاً. فمرةً تستخدم برنامج فيس تايم وأخرى تتحدث على الهاتف بينما تقوم بأخذ تمشية سريعة في الهواء الطلق (مع الاحتفاظ بالمسافات الآمنة وارتداء الأقنعة الواقية بالطبع). وربما فقط في فنائك. فتأثير النسيم لا مثيل له.