الفالة
الفالة آلة حديدية ذات ثلاث أصابع ابتكرها السومريون بعد ان كانوا يستخدمون الرماح في الصيد . ومن ثم تطورت وأصبحت خمس اصابع ملحومة على قضيب من حديد بطول نصف مسطرة ويسمى ( صنخ ) وفي نهاية كل اصبع نتوء معاكس يسمى ( روشان ) وصناعتها من اختصاص الصابئة المنتشرون في النواحي والاقضية القريبة من الاهوار ( الجبايش /سوق الشيوخ \المدينة /المجر الكبير /الكحلاء ) والفالة لها اسماء حسب المناطق، الشويجية، الجبايشية، المجراوية واثناء الصيد يثبت بطرف قصبة غليضة تؤخذ من الاهوار او قصب ( الجنا) المستورد من دول جنوب شرق اسيا ( الهند –الصين - كوريا - باكستان ) بواسطة تجار في الموانئ العراقية ومن ثم تصل الى الصابئة وبدورهم الصيادون في الاهوار واول من ادخل الفالة في شعره الحاج زاير الدويج المتوفي قبل مائة وخمسين سنة حيث قال
كطان دوسة اصبحت وبظهري شجة فال
والفالة سلاح فتاك ارعب الجنود البريطانيون واصبحت رمزا في ثورة العشرين من خلال اهازيج عشائر الفرات
رد فالتنا احتاجيناها
مشكول الذمة علة الفالة
وبعد ان لجأ الشاعر مظفر النواب في اوائل الستينيات والتحق في الكفاح المسلح
في اهوار ( الغموكة- السلام - ابوغريب - البطاط ) وقضى عدة سنوات في بيوت صغيرة مؤقتة بين غابات القصب والبردي واستمع الى نقيق الضفادع وانين البراهين ونتحمل لسع البعوض ورأى بأم عينه معاناة السمكة وهي تحاول الافلات من اصابع الفالة فنضم قصيدته
روح ولا تكله شبيج
مثل خيط ( السما ) روحي
حمرية كصب مهزومة بالفالة ........ ولك روحي
ولكن سبقه ابن الهور في معاناته حيث نظم هذا البيت من الدارمي
يالتنشد اعلة الحال حالي اعلة حالة ............ سمجة وشحيح الماي وبظهري فالة
ومن معاناتي انا ابن الهور عندما عشت صيادا في هور الصحين وانا أرى فالتي تمزق جسم السمكة وهي تحاول التخلص منها بدون جدوى فنظمت الابوذية التالية
نيران الغضى بكلبي شجرها
مسعرة وحركت الاخضر شجرها
فالة ونبتت بضلعي شجرها
تراهة مروشنة وصعبت عليه
وقد اصيبت صناعة الفالات بالشلل التام بعد تجفيف الاهوار عام 1992 واصبح استخدامها قليلا ولكنها تبقى رمزا يتغنى به الشعراء في قصائدهم.