تأبى المروءة أن تفارق أهلها
كالظل فيهم لازمِ الإلصاقِ
ومجالها لم ينحصر في جانب
عن غيره او يلتزمْ بنطاقِ
لم يخلُ منها حادث أو موقف
الا همت بمعينها الدفاقِ
لافرق بين حقيره وعظيمه
في عرف شرع مكارم الأخلاقِ
نوحُ الحمامة وهي تشكو حالها
في أسر حانة تاجر الأسواقِ
نهضت لكربتها مروءة عابر
أعمى بفعل غريزة الإشفاقِ
فأتى الى الحانوت ينشدُ ربَهُ
إطلاقها لمثوبة الخلاقِ
فأبي فعزَّ على الكفيف بقاؤها
تبكي لواعج. كربة وفراقِ
فرمى بصرة ماله فابتاعها
وعلى الحمامة جاد بالإطلاقِ
***
هذي مبادئنا التي امتزنا بها
دون الشعوب وسائر الأعراق
في طينتها زُرِعتْ بذورُ نفوسنا
وتشربت بمعينا الدفاق
هي أصل خِلقتنا وليس تخلقٌ
والخُلقُ غيرُ تخلِّق الأخلاق
الله أنبَتَنا بها ولريِّها
الإسلام فينا كان أفضل ساق
فتجذرت وتصلَّبَتْ سيقانها
واخضرَّتِ الأغصان بالأوراق
وبها اصطفانا الله من دون الورى
لرسالة التوحيد في الآفاق
و لئن مُنِيْنَا في الأنام لتركنا
دين الهدى بالضَّعفِ والإخفاق
ففضائلُ الأخلاق فينا جينُها
باقـٍ ويبقى للزمان. الباقي
وبصدق عودتنا لمصباح الهدى
وعدٌ لنا بالمجد و الإشراق ِ
محمد العبدلي