ليست هذه النهاية، لأننا لم نبدأ كي ننتهي.
لعلك تعلم أنني متسرعة، حمقاء أحيانا، رغم الهدوء الذي يبدو في تصرفاتي أنا متسرعة! أقدم غالبا على القيام بأمور أندم عليها فيما بعد، كاليوم الذي حذفت فيه رقم هاتفك حين تعبت متابعتك تنشر صورك وفيديوهاتك. تعبت كونك لا تحتاجني وأن لديك أكثر من بديل عني!
لا فكرة لديك عن العذاب الذي قاسيته وأنا أحاول استرجاع رقم هاتفك، البرامج التي نزلتها كي تعيد نظام الملفات المحذوفة، عن البحث طويلا في هواتف صديقاتي علني أكون قد اتصلت بك من هاتف إحداهن...
وهذا ما سيحدث الآن، ما عدت أستحمل وجود أشياءك حولي، طالما عشقت هذا العطر، وهذه الرواية التي أقرأ منها قليلا قليلا كي ما أنتهي أبدا من قرائتها، لأنني أتخليك دوما فيها، أتخيل منظرك حين كنت تمسكها يوما، تقرأها بذلك الفضول المعتاد وعيناك تلمعان دهشة.
صارت تتلاشى مني ذكرياتك بقصد أو بدون قصد، بدأت أنسى نبرة صوتك ويوم التقينا والكلام الذي دار بيننا، وليالي البرد الموحشة حين كنا ندفئ ليلنا بحديث طويل لا ينتهي إلا بنوم أحدنا، بدأت أنسى وأحارب النسيان بدل أن أحاول النسيان، لا أريد أن أنسى لكن هروبك الدائم من القصة يمحيك من ذاكرتي بعنف وعطرك هذا لا فائدة منه، أستنشقه كل يوم كي تعود بي الذكرى إلى شكل عينيك لكن لا مناص فالنسيان يطغى على العطر!
أعتذر لك إن بدا لك شيء غير أنّي أحبك، حاولت مرات أن أتوقف عن التصرف بطريقة عكسية ولم أنجح بذلك!...
م