في يوم من الأيام حكم احد الملوك علي نجار بالموت والاعدام، فتسرب إليه الخبر من خلال الحراس، خاف النجار كثيراً وبات ليلتها دون نوم خوفاً من الملك ومن حكمه، فلاحظت زوجته هذه الحالة التي هو عليها فسألته عن السبب فأخبرها فقالت له بابتسامة هادئة : ايها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !! أنزلت هذه الكلمات البسيطة السكينة والطمأنينة علي قلب النجار حتي غفت عيناه وغط في نوم عميق ولم يفق إلا علي صوت قرع الجنود علي باب منزله، استيقظ من نومه وادرك الامر فشحب وجهه وتذكر أمر الملك .
نظر النجار الي زوجته واولاده نظرة حسرة وألم، وودعهم بابتسامة حزينة ثم فتح الباب بيدين ترتجفان من القلق والخوف، ومدهما للحارسين لكي يقيدانه استعداداً لأخذه الي قصر الملك لتنفيذ الحكم، فما كان من الحارسان الا ان قالا له في استغراب : ماذا تفعل ايها النجار ؟ فقال لهما : امد يدي حتي تضعا فيها القيود، ضحك الحارسان قائلان : لقد مات الملك وجئنا الي منزلك نطلب أن تصنع له تابوتاً .
اشرق وجه النجار ونظر الي زوجته نظر شكر وامتنان علي كلماتها التي قالتها له البارحة، فابتسمت الزوجة وقالت من جديد : أيها النجّار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة !!
العبرة من القصة : الانسان دائماً يرهق نفسه بالتفكير في المستقبل، والله عز وجل هو خير مدبر، فإن اردت ان تشعر بالسعادة وراحة البال اترك كل شيئاً علي الله عز وجل وتوكل عليه حق التوكل واحسن الظن به وسلم أمرك كله لله، فما خاب ابداً قلب تعلق بالله .. وأكثر من قول .. يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين .. اللھم يا خير وكيل وكلتك أمري فأصلحه لي .. ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير ..