كثيراً ما نرى لاعب كرة القدم يُقبل قميص منتخب بلاده أو ناديه، بالتحديد يُقبل شعار أو رمز الفريق، وأسلوب تقبيل الشعار يختلف من لاعب لأخرى، تماماً كما تختلف طريقة التقبيل المتعارف عليها بين الأحبة.
ففي دول الخليج يُقبل الرجال بعضهم بعض من أنوفهم، وفي عرب شمال أفريقيا يقبل الرجال بعضهم بعض من وجوههم وكثيراً تذهب القبلة في الهواء أثناء العناق، وفي الشام نرى العناق المصحوب بالقبلة على الوجه ثلاث مرات، وفي أوروبا قلما نجد ذلك، إلا فيما ندر، ربما عناق فقط بدون قبلات، ولله في خلقه شئون وكل شيخ له طريقة!!.
وتتعدد مُسميات القبلة، باللغة العربية "قبلة"، بالعامية المصرية "بوسة"، بالتركية "بوسا"، بالإنجليزية "Kiss"، بالإسبانية "beso"، بالإيطالي "bacio"، بالفرنسية "embrasser"، وللقبلة معاني وتشبيهات: القبلة على الخد "صداقة"، القبلة على اليد "ولاء"، القبلة على الرأس "تبجيل"، وعلى الجبين "إعتذار"، وفي الفم "حب وعشق"، وعلى شعار النادي "وفاء"، على شعار المنتخب "فداء".
أتفق اللاعبون في كل مكان في العالم على تقبيل شعار النادي، ورمز الحب وإهداء النجاح للزوجة أو للخطيبة أو للحبيبة أثناء سير اللعب بتقبيل الخاتم أو إحدى الهدايا الرمزية في اليد، ويوجد الكثير من القبلات الشهيرة في عالم الساحرة المستديرة.
وكالعادة لكل شيء في هذه الحياة "مُبتكِر"، حتى القبلة، خاصةً في كرة القدم، فهو ما يهمنا، وليس القبلات الساخنة بين العشاق، أو الحديث عن إبتكارات الإسبان في فن القبل المعروفة بالـ "Spanish Kiss"، ولكن ما العيب أن نتحدث عن القبلة سواء في كرة القدم أو غيره، فهي شيء جميل يُعبر عن الحب والسعادة، ونتذكر جميعاً ما قاله الشعار "إبراهيم ناجي" من كلمات تعبر عن حقيقة هذا الأمر وما يوضح جمال القبلات، فقد قال: قبلة تفور في دمـي، وتحرق الندى على فمي؛ قبلة كالنار، كثورة الإعصار، كأن لها على الشفاه ثار".
هكذا عبر الشاعر عن شعوره بالحب من خلال القبلة، وأيضاً لاعب كرة القدم يُعبر عن حبه ووفائه بتقبيل شعار ناديه، ويُهدي هدفاً أو نجاحاً لزوجته داخل الملعب بقبلة توضح حبه وعشقه لها على الخاتم الذي يحمل أسمها، تحت بند: "وراء كل رجل عظيم إمرأة".
الأرجنتيني دييجو أرمندو مارادونا هو أول من أبتكر تقبيل شعار الفريق، والإسباني راؤول جونزاليـس هو أول من أبتكر تقبيل الخاتم وإهداء النجاح لرفيقة دربه من دون كلام.
في فن السينما يوجد قبلات مصطنعة، المخرجون يقولون لنا هذا، وكمشاهدون عاديون لا نصدق ما يقولونه لنا، لهذا تحفظ بعض القبلات في الأفلام العربية في ذاكرة الآلاف لما تحمله من إثارة وسخونة، وكذا ينطبق الحال على القبلات في كرة القدم، توجد قبلات مصطنعة وأخرى من القلب وتوجد قبلات تدين وتوضح الخيانة، ونحن في النسخة العربية لـGoal.com سنعرض لأول مرة أشهر القبلات التي حدثت في تاريخ كرة القدم.
نبدأ بمُبتكر تقبيل الشعار.
1- "دييجو أرمندو مارادونـا"، الأرجنتين 1990
أشهر قبلة على كأس العالم كانت من نصيب مارادونا، فهذه الصورة الأكثر رواجاً في العالم، صورة تقبيله لكأس العالم 1986 أو كما قيل عنه كأس مارادونا.
ولكن النجم الأرجنتيني صاحب لقب أفضل لاعب في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى - حسب رأي الجماهير- قام بتقبيل شعار منتخب بلاده عند بلوغه المباراة النهائيـة لكأس العالم 1990 بعد تغلبه على إيطاليا في الدور قبل النهائي بفارق ركلات الجزاء الترجيحية، وكره الطليان دييجو في هذا اليوم لأنه ساهم في قتل حلمهم الذي تحقق مؤخراً عام 2006 في ألمانيا، ليصبح أول لاعب يقبل شعار منتخب بلاده.
وكرر مارادونا نفس الفعلة لكن ليس كلاعب بل كمدرب للمنتخب الأرجنتيني، فأثناء المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد تأهل الأرجنتين إلى نهائيات كأس العالم 2010 بشق الأنفس قبَل شعار الأرجنتين ووجه كلمات قاسية للصحفيين الذي أنتقدوه في وقت سابق.
2- الإنجليزي "ديفيد جوزيف بيكهام" 1998
إذا كان مارادونا أول لاعب يُقبل شعار منتخب بلاده، فكان الإنجليزي ديفيد بيكهام أول لاعب يُقبل شعار ناديه "مانشستر يونايتد" في مباراة ساخنة ضد تشيلسي ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي "الإعادة" في ربع نهائي البطولة على ملعب الستامفورد بريدج، وأحرز بيكهام هدفاً في هذه المباراة ثم ذهب لعشاق تشيلسي الغاضبين ليقبل شعار مانشستر يونايتد بطريقة أستفزتهم كثيراً، وفاز اليونايتد بهدفين للاشيء ثم تأهل للنهائي وفاز بالبطولة بعد تتويجه بلقب الدوري المحلي ثم دوري أبطال أوروبا في عام استثنائي للشياطين الحمر.
وفي عام 2007 موعد رحيل بيكهام عن ريال مدريد، أحرز اللاعب لقب الدوري الإسباني أخيراً مع العملاق الملكي، وقام بتقبيل أرضية الميدان بطريقة هي الأولى من نوعها، لدرجة أن البعض أعتقد أنه يسجد شكراً لله على طريقة منتخب الساجدين ولكن عندما سُئل بيكس ماذا كنت تفعل فقال كنت "أقبل أرض البرنابيو وأودعها".
3- أول قبلة على الصلـعة 1998
إذا سأل أحد، كيف فازت فرنسا بكأس العالم 1998، فستجتمع كل الآراء على ثلاث "ثنائية تورام في كرواتيا، رأسيتي زيدان في البرازيل، وقُبلة بلان على صلعة فابيان بارتيز".
أثناء كأس العالم 1998 الذي أقيم في فرنسا، دأب المدافع السابق للمنتخب الفرنسي "لوران بلان" على تقبيل صلعة حارس مرماه "فابيان بارتيز" على صلعته عقب كل انتصار يُحققه الفريق كنوع من أنواع التفاؤل، وكثيرون هم من أرجعوا سبب فوز فرنسا بكأس العالم آنذاك لهذه الحركـة الغريبة بين المدافع والحارس، وواصل الثنائي معاً في كأس الأمم الأوروبية 2000 بنفس الطقوس، ليُحققوا الفوز على الطليان في النهائي بهدفي ويلتورد وديفيد تريزيجيه في سيناريو دراماتيكي.
وفعل نفس الحركة "جاري نيفيل" مع زميله "ديفيد بيكهام" أثناء تصفيات كأس العالم 2002 عندما أحرز بيكهام هدف التعادل في اليونان ليؤهل إنجلترا للنهائيات مباشرةً، ونتذكر وقتها خرجت بعض الشائعات التي تتهم بيكهام ونيفيل بالشذوذ لأن هذا الأمر غير مُعتاد عليه في إنجلترا بين الرجال!.
4- خـاتم ملكة جمال مدريد "مامن سانز" 2000
النجم الإسباني "راؤول جونزاليس" هو أكثر لاعب يظهر عشقه لحبيبته في أرض الميدان، فبعد كل هدف يسجله مع ريال مدريد أو منتخب بلاده يقوم بتقبيل الخاتم بطريقة مثيرة للاهتمام، يُقبل الخاتم وكأنه يُرسل رسالة حب ووفاء لزوجته "مامن سانز" أحد ملكات جمال مدريد قبل عدة سنوات.
أول مرة أظهر راؤول حبه لمامن عام 2000 ببطولة دوري أبطال أوروبا 2000/1999 التي توج العملاق الملكي بها على حساب فالنسيا، وأحرز راؤول هدفاً تاريخياً بإنطلاقة صاروخية من قبل منتصف الملعب ثم راوغ "كانيزاريس" وأدع الكرة في الشباك.
فيما بعد قلده أغلب نجوم العالم، وباتت الطريقة الوحيدة للتعبير عن الحب وإهداء النجاح للزوجة أو الحبيبة هي طريقة راؤول بتقبيل الخاتم.
5- لاعب عالمي، يُحرز ثلاثية، ويرحل بعد عام 2001 !!
[IMG]http://cms.442.haymarketnetwork.com/*******images/blog/ChampionsLeague/LitmanenHoullier.jpg[/IMG]
إنضم المهاجم الفنلندي المُخضرم "ياري ليتمنان" لصفوف ليفربول عام 2001 وبعد توقيعه مع النادي "قام بتقبيل شعاره بطريقة مُثيرة للإعجاب"، وبرهن النجم الفنلندي على أنه صفقة ناجحة بأدائه الراقي بمعظم المباريات، ما دفع المدرب الفرنسي للفريق آنذاك "جيرار هوييه" بوصف ليتمنان باللاعب من الطراز العالمي، وبعد مُساهمته في فوز ليفربول بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي أمام بايرن مونشين، قام هوليير بغرابة شديد بإبعاده عن صفوف الفريق وإعارته لنادي أياكس رغم كل ما فعله في أول مواسمه ليعود للريدز فيما بعد لكن ليس بنفس القوة!!
6- قبلات حــارة لكنها بريــــئـــة !!
تقبيل الأطفال الصغار في الملعب كان أمر جديد على كرة القدم، وجيجز كان أول من قام بهذه الفعلة قبل مباراة مانشستر يونايتد وسلتيك جلاسكو الأسكتلندي عام 2001، المثير أن القبلة كانت في شفاه الفتاة، ولكن لا تقلق عزيزي القاريء فالفتاة كانت شقيقته، وهذه أبرز قبلة لطفلة من لاعب كرة قدم قبل بداية المباراة.
تكرر سيناريو تقبيل الأطفال لكن بطريقة مُغاييرة عام 2009 عندما رُزق الهداف الأرجنتيني "سيرجيو أجويرو" بطفل فاصطحبه معه إلى مباراة للمنتخب الأرجنتيني وقام بتقبيله، ونفس الأمر فعله نجم فالنسيا الإسباني "ديفيد فيا" في مباراة للمنتخب الإسباني وكانت هذه أبنته "زاييدة"، ثم مع الإنجليزي "ديفيد بيكهام" وأبنه "روميو" أثناء سير مباراة في كرة السلة ببطولة الـNBA الأمريكية
وهناك قبلة حارة بريئة وقعت في نهائيات كأس العالم 2006 بين هنري وزوجته بعد تأهل فرنسا إلى نهائي البطولة أمام إيطاليا.
7- شارة قيادة "تشيلسي، آرسنال"
شوهد النجم الإنجليزي "فرانك لامبارد" يُقبل شارة قيادة نادي تشيلسي عام 2003 ليُصبح أول لاعب يقوم بهذه الفعلة، وكررها بعده العديد من النجوم، وكانت هذه اللحظة الأكثر سعادة على فرانك وعائلة حيث قررت إدارة تشيلسي بعدها بشهور قليلة رفع راتبه لـ130 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع.
وفعلها بنفس الطريقة "تيري هنري" بعد الفوز على ليفربول 3/1 في أخر مواسمه مع آرسنال، وبعدها بخمسة أشهر إنضم لصفوف برشلونة.
8- قبلات الإيطالي الفاشي لم تنقذ المطارق الإنجليزية 2003
لعب النجم الإيطالي "دي كانيو" المعروف عنه ميوله الفاشي أفضل مواسمه الكروية مع ويستهام يونايتد، وساعد هذا النادي طويلاً ليبقيه ضمن أندية الدوري الممتاز، وفي الموسم الأخير له 2003/2002 عانى الهامرز - المطارق- من شبح الهبوط مثلما هو حاله الآن.
وفي الأمتار الأخيرة آنذاك أخذت الحماسة "دي كانيو" لتقبيل شعار النادي خاصةً في مباراة الديربي أمام فولهام عندما سجل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، وأعلن عن حبه ووفائه للنادي مؤكداً أن رحيله سيأتي بعد ذلك بسبب علاقته المتوترة مع المدرب "رودويل"، ليصبح أول لاعب إيطالي "يُقبل" شعار نادٍ إنجليزي.
وعاد مرة أخرى دي كانيو لتقبيل الشعار في مباراة تشيلسي بنفس الموسم عندما أحرز هدف الفوز الوحيد، ولكن هذا لم يكن كافياً لإنقاذ الهامرز من الهبوط، ليرحل دي كانيو صاحب أفضل روح رياضية عام 2001 إلى الجار "تشارلتون" ثم يعود بعدها بعام في صفقة إنتقال حر إلى إيطاليا نحو لاتسيو.
9- خونـــة !! كول، كريستيانو، روني، إبراهيموفيتش، أديبايور.. إلخ
ما أكثر هذه النوعية الآن، أمس يُقبل شعار ناديه الذي أعطاه كل شيء، وغداً يُقبل شعار نادٍ جديد دون أي إحترام لناديه القديم أو الذي نشأ وترعرع فيه؟؟
بدأ هذه الحالة وكانت الأبرز على الإطلاق للاعب الإنجليزي "جو كول" بتقبيله شعار ويستهام بعد إحرازه هدف ضد آرسنال موسم 2003/2002 ثم غادر بعدها متوجهاً للغريم "تشيلسي" وقام بتقبيل شعار الأسود أكثر من مرة، وكرر الفعلة دامين داف لاعب بلاكبيرن 2003 ثم بعدها بثلاثة أشهر إنضم لتشيلسي وقبل شعاره أيضاً.
ووقت إنضمام السويدي "إبراهيموفيتش" لإنتر نسيونالي قام بتقبيل الشعار نكاية في عشاق اليوفنتوس الذين أتهموه بالخيانة، وبعد تحقيقه نجاح كبير مع الأفاعي، لدغهم في مقتل بالإنضمام لبرشونة بمبلغ 40 مليون يورو وقبل شعار البرسا وكأنه جاء من نادي سويدي مغمور والبرسا سيمنحه الشهرة التي كانت غائبة عنه؟؟
وفعل البرتغالي "كريستيانو رونالدو" نفس الأمر أثناء تقديمه لجماهير ريال مدريد في البرنابيو، بل وتحدث بطريقة أشعرت المتابعين أنه كان يلعب في مركز شباب وليس في عملاق إنجلترا وأوروبا "مانشستر يونايتد" أفضل فريق في العالم 2008.
وحادثة أخرى مشابهة حدثت مع التوجولي "إيمانويل أديبايور"، بتقبيله شارة قيادة آرسنال، وبعدها بعدة أشهر قال للصحافة: "أنا سعيد بعرض الميلان الإيطالي، إنه نادٍ أسطوري، وسيكون شيئاً خاصاً إذا إنضممت له"، وحاول أديبايور الإنضمام للمان يونايتد أو تشيلسي لكنه فشل لينضم في النهاية للمان سيتي، وفي أول مباراة ضد آرسنال يركل زميله السابق "فان بيرسي" بقدمه بطريقة مؤذية !
أخيراً تقبيل واين روني لشعار مانشستر يونايتد بعد إحرازه هدف في مرمى فريقه القديم "إيفرتون" بطريقة أستفزت عشاق الفريق حيث أقيمت المباراة على ملعب الجودسون بارك، فلم يكتف روني بإحراز الهدف بل وبتقبيل الشعار بضميـــر، وهذا ما لا يفعله بعض اللاعبين الذين يحترمون أنديتهم القديمة خاصةً عندما يعودون للعب أمام جماهيرهم.
10- قبلة أسطورية على يد رونالدينهو، وقبلـة منه لقدم المدافع الهداف!
لأول مرة تحدث في التاريخ، الأسطورة مارادونا يُقبل يد صانع ألعاب البرازيل "رونالدينهو"، أثناء أولومبيات بيكين 2008، في لقطة هي الأغرب على الإطلاق.
وقبلها بعامين قام رونالدينهو بتقبيل "قدم" المدافع الهداف "لوسيو" أثناء دورة تدريبية للمنتخب البرازيلي استعداداً لكأس العالم 2006.
رد مع اقتباس
