النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رحلة البقاء2...ج8

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 167 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2...ج8 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء الثامن



    لم أخرج من عالم الفكر الذي جرني إلى ذكريات ما مضى من الدنيا إلا بنداء عملي الصالح الذي قال:
    ــ سعيد أرأيت ما حصل لجمال؟
    ــ نعم قد رأيت.
    ــ لعلك أول من استوفى حقه منه فأصبح حاله هكذا، فكيف إذا جاء كل من لديه مظلمة عنده وانتزعها منه، ترى بأي حال سيكون؟!
    انطلقنا نبحث عن مظالم أخرى نأخذها، وخلال مسيرتنا لفت نظري شخص مسودا وجهه، مزرقة عيناه، مائلا شدقه، سائلا لعابه، دالعا لسانه من قفاه، بيده قدح وهو أنتن من كل جيفة على وجه الأرض، يلعنه كل من يمر به من الخلائق، فقلت لعملي الصالح:
    ــ ماذا كان يفعل هذا في دنياه؟
    تمعن فيه قليلا، ثم قال:
    ــ لا يشرب عبد خمرا في دنياه إلا وحشره الله بهذه الهيئة التي تراها، وقد أقسم ربي جل جلاله انه لا يشرب عبد خمرا إلا وسقاه يوم القيامة مثل ما شرب منه من الحميم(1).
    وصل بنا الملك المامور إلى رجل كان بدنه عاريا متعفنا، تخرج منه رائحة جيفة الأموات، وهو يقطع لحم بدنه المتعفن ويأكل منه. كان يتلوى ألما حينما يمضغ لحمة بأسنانه الصفراء!
    أمر عجيب! لماذا يأكل هذا الشخص بهذه الصورة؟ تحيرت أكثر عندما اخبرني الملك أن لي مظلمة عنده، فتمعنت فيه أكثر ولكني ما عرفته.
    سألت الملك عن أي حق لي عند هذا الشخص، فقال:
    ــ أنه كان يجلس مجالس الغيبة والبهتان عليك، ويشارك فيها ولا يدافع عنك، ولا يقوم من مجلسه عندما تذكر فيه بسوء، أو تفتری عليك الأقاويل. أنه أحد رفاق جمال الذين لم تتعرف عليهم في دنياك.
    سأله الملك عن سبب مشاركته في مجالس الغيبة والبهتان، فأنكر ذلك، وقال:
    ــ متى كان ذلك؟ إنني لم أنطق أو أسمع أي غيبة عن هذا الشخص، لم أسمع أي شي عنه…
    أراد أن يبكي بدموع التماسيح، ولكن فضحه سمعه بشهادته عليه إذ نطق، وقال:
    ــ نعم، أنه كان يستعملني كثيرا لسماع
    الغيبة، بل لسماع افتراءات كاذبة على سعيد، وكان لا يرد على أهل تلك المجالس، بل يتلذذ بسماعها، ويضحك معهم، وأنا شاهد على ذلك.
    أنه كان غافلا عن الآية الكريمة: (حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
    نكس الرجل رأسه للأرض وبكي بكاء شديدا، وتمسك بأطراف ثيابي متوسلا أن أهبه حقي الذي عنده، فأبيت ذلك.
    لم يتركني على حالي، بل راح يتوسل أكثر، ويقبل يدي مرة وقدمي أخرى، وفي كل ذلك كنت أعرض عنه ولا أقبل منه. التفت إلى عملي الصالح، فقلت له:
    ــ إنني كلما راجعت نفسي، ما وجدت في قلبي ذرة تحنن ورأفة عليه أو رقة على حاله، أيكون ذلك بسبب انحطاط درجته وتدني مقامه؟
    ــ صحيح ما تقول، وصورته وحاله يدلك على ذلك، ولو كان من المتقين لألقى الله في قلبك حبا له، ولوهبته مظلمتك التي عنده، والله يعطيك مثلها من الأجر.
    أخذت حقي منه، وانطلقنا نبحث عن مظالم أخرى، ولكن خلال مسيرتنا أقبل علينا شخص مسود الوجه، يصرخ بصوت عال: این فلان أين فلان.
    أصغيت جيدا لما يقول. عجيب أمره أنه ينادي باسمي ويطلبني! ترى ماذا يريد مني؟
    استوحش منه أكثر عندما رأيت معه ملك مأمور وجمع من ملائكة أخذ المظالم.
    اقترب مني وأراد أن يمسكني من عنقي، فمنعه الملائكة الذين برفقته، وكلما حاول ذلك منع منه.
    تمعنت في صورته وملامحه أكثر وأكثر حتى تذكرته. لقد كان صاحب محل صغير بالقرب من محل سكني أيام دراستي في الجامعة، ولكن ترى ماذا يريد مني الآن؟!
    بادرني الملك المأمور معه بقوله:
    ــ إن لهذا مبلغ لديك لم تؤده إليه في الدنيا، وهو الآن يريد أخذ ما يعادله منك.
    سألته مستغربا عن زمن ذلك وكيفيته، فأجاب:
    ــ لقد كنت تتسوق منه يوميا ما يلزمك للعشاء لك ولرفاقك، وذات مرة اشتريت منه بيضة واحدة، فأعطيته مبلغا بعملة ذات فئة كبيرة، فاستحى أن يصرفها لك لأن المبلغ كان زهيدا، لذا قال لك أن لا تثريب في ذلك، يمكنك إضافتها على الحساب القادم، ولكنك استحقرتها ولم تؤدها إليه، فبقي مبلغها في عنقك حتى انتقلت من الدنيا للبرزخ بالموت، وانقطع بك السبيل، وما كان أحد في الدنيا يعلم بهذا الأمر کي يؤديه عنك.
    خاطبت الرجل ملتمسا إياه:
    ــ ألا تهبها لي؟ إني بأمس الحاجة إلى حسنة واحدة، وأنت تريد أن تأخذ مني حسنات.
    لم يعبأ الرجل بكلامي، وقال:
    ــ ألا ترى بدني يتوهج من شدة حرارته؟
    إنني أريد أن أضع أصبعي في بدنك فلعله يبرد قليلا.. ولو للحظة واحدة.
    نظرت إلى إصبعه فرأيته متوقدا محمرا
    کالجمرة الحمراء! لم يترك لي فرصة النصق بكلمة واحدة، إذ مد يده نحوي وغرز إصبعه في عنقي، ولشدة حرارته أحدث ثقب فيه، وصهر ما حوله. صرخت صرخة عظيمة من شدة الألم سمعها من في المحشر، وبقيت أتلوی ألما وحرقة، وبكيت بكاء عظيما، فلا أدري على أي شيء أبكي، أبكي لعظيم ألمي، أم لحرقة بدني، أم لندامتي على غفلتي، واستحقاري لهذه وغيرها من تبعات عالم الدنيا…

    مضت مدة طويلة وأنا أتألم مما أحدثه هذا الرجل في بدني، بل أضيفت فوقه تبعات أخرى ومظالم عدة ما كانت في الحسبان، بل ما کنت أتوقع يوما أن يأتي أصحابها وينتزعوا ما يعادلها مني، وذلك لتفاهة قيمتها كما كنت اتصور في دار الدنيا.
    ذات مرة أتاني شخص ما كنت أعرفه، وقال إن مظلمته عندي أنه ذات يوم كان واقفا في صف شراء الخبز، فأتيت أنا لشراء الخبز أيضا، وكان بعض من الواقفين عمال في الشركة التي كنت أعمل فيها مهندسا، فقدموني أمامهم، فتقدمت، وما حسبت أني أخذت حق من كان يقف خلفهم، وقد كان هذا الرجل أحدهم، فامتعض من فعلي هذا، وجاء اليوم ليأخذ حقه مني! وقد أخذه وذهب لحاله.
    وأيضا في يوم من أيام الدنيا تعاقدت مع أحد الأشخاص لإنجاز عمل في أحد مشاريع الشركة بأجرة يومية قدرها عشرون ألف دينار، ولكن بعد أدائه لما كلف به واطلاع مدير الشركة على قائمة أجور العمال، خفض أجرة عمله إلى ثمانية عشر ألف دينار، وقد جاء هذا العامل الآن ليأخذ حق الألفين مني؟
    وذات مرة جاني شخص يطالبني بحقه في الجلوس في الصف الأول من صلاة الجماعة، إذ أتيت في يوم من أيام الدنيا لأداء الصلاة، ورأيت الجمع مجتمع، والصفوف قائمة بانتظار إقامتها، فقدمني أحدهم للصف الأول، وطلب من الشخص المذكور القيام کي أجلس أنا محله، فقام دون رضا منه، وقبلت أنا ذلك لغفلتي أني قد أخذت حق أسبقيته في المكان!




    ما حال سعيد بعد ان ظهرت عليه كل هذه المظالم وهل هناك من سيطالبه بمظلمة.. هذا ما سنرويه لكم غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء التاسع ان شاءالله تعالى

  2. #2
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا مخمليه

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR مشاهدة المشاركة
    شكرا مخمليه
    نورت اخي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال