الأحجار الكريمة
هي أحجار ذات قيمة عالية، وهي عبارة عن قطعة من الكريستال المعدني والتي تُستخدم بعد قطعها وصقّلها لصنع المجوهرات وأدوات الزينة الأخرى، ومع ذلك فإنّ بعض الصخور مثل اللازورد والأوبال، وبعض المواد العضوية التي لا تعدّ من المعادن مثل العنبر واللؤلؤ، تُستخدم أيضًا في صنع المجوهرات وبالتالي غالبًا تُعدّ أيضًا من الأحجار الكريمة، وبعيدًا عن المجوهرات فقد استخدمت هذه الأحجار في العصور القديمة في المنحوتات اليدوية، مثل الكؤوس وخاصة عند الملوك والطبقة النبيلة، فمنذ العصور الإغريقية القديمة كانوا يفرّقون بين الأحجار الكريمة والشبه كريمة وغيرها من الأحجار.
حجر الأماتيست
هو حجر متشكل من مجموعة شفافة وخشنة من حبيبات كوارتز السليكا المعدني، والذي له قيمة عالية ويصنف كشبه حجر كريم، بسبب لونه الأرجواني الجميل، خصائصه الفيزيائية شبيهة بحجر الكوارتز إلا أنه يحتوي على أكسيد الحديد بكميات أكبر من أي نوع من أنواع حجر الكوارتز، ويُرجع الخبراء والعلماء لونه الأرجواني إلى محتوى هذا الحجر من أكاسيد الحديد، وتوجد نظريات أخرى تُرجع هذا اللون الفاتن إلى وجود المنغنيز أو الهيدروكربونات الموجودة فيه، وتسخين هذا الحجر يحول اللون الأرجواني إلى اللون الأصفر، فمعظم السترين الأصفر التجاري صنع بهذه الطريقة، ويتواجد هذا الحجر في البرازيل والأوروغواي وشمال نورث كارولينا وأونتاريو وتم ارتداءه قديمًا في القلائد عند الإغريق لإعتقادهم بأنه يُذهب السُكْر، ونُحتت منه أواني الشرب ظنًا منهم أنه سيمنع التسمم.
وارتبط حجر الأماتيست بالكثير من الثقافات الأخرى مثل التبتيون، حيث يعتقدون أنّ هذا الحجر مقدسٌ لبوذا وكانوا يصنعون خرز المسابح منه لاستخدامها في الصلاة، ويُعدّ حجر الأماتيست حجر ولادة شهر فبراير للعديد من الثقافات، وفي العصور الوسطى وكانوا يعدّونه حجرًا ملكيًا، وفي العالم القديم كانوا يعتبرونه واحدًا من الأحجار الكريمة الخمسة الأعلى قيمة.
قيمة حجر الأماتيست
حتى القرن الثامن عشر، تمّ تضمين هذا الحجر من ضمن الأحجار الكريمة أو الأحجار الأكثر قيمة إلى جانب الألماس والياقوت والزمرد، ومع ذلك فمنذ اكتشاف رواسب من هذا الحجر بكميات كبيرة في مواقع عديدة مثل البرازيل، فقد معظم قيمته، ويبحث الجامعون عن حجر الأماتيست عن اللون الأرجواني الأغمق فيه، فبما أنّ حجر الأماتيست يتوافر بكثرة، فإنّ قيمة الجوهرة لا يتمّ تحديدها حسب وزن القيراط، حيث إنّ العامل الأقوى في تحديد القيمة هو اللون، بينما في الأحجار الكريمة الأخرى يزيد وزن القيراط أضعافًا مضاعفة من قيمة الحجر، وحجر الأماتيست الأعلى قيمة تكون درجة اللون فيه الأغمق على الإطلاق والتي تسمّى "الروسية العميقة" وهي نادرة للغاية، ومع ذلك عند العثور على واحدة من هذا النوع، فإنّ قيمتها تعتمد على حجم الطلب عليها.
ويتمّ الآن انتاج حجر الأماتيست صناعيًا في المختبر بواسطة تقنية تستخدم النمو الحراري المائي، حيث تنمو البلورات داخل مكان يتميز بالضغط العالي، ويحاول صانعيه محاكاة الحجر الطبيعي بأفضل جودة له، وتكون خواصه الكيميائية والفيزيائية هي نفسها لحجر الأماتيست الطبيعي ولا يمكن التمييز بينهما بيقين مطلق دون إجراء اختبارات الأحجار الكريمة المتقدمة والتي غالبًا ما تكون باهظة التكاليف.
.،