خُذْ ذكرياتكَ و ارتحلْ يا سيدي
ليتَ الّذي بيني و بينكَ ما جرى
أضنيتني بالهجرِ ثمَّ وصلتني
و رجعتَ من بعد الوصالِ لتَهجرا
يا صاحبَ الخيباتِ كمْ عذّبتني
ليتَ الّذي أدناكَ منّي أَقصَرا
لولا علمتُ بأنّ حظي فيكَ ذا
ما كنتُ أنهكتُ الفؤادَ تصبُّرا
و لَما تركتُ القلبَ يشكو همه
لكنَّ ما أضناه كان مُقدرا
أَقضي الليالي بالدموعِ مُجندلاً
و تنامُ أنتَ بخيبتي مُتسترا
قد طاب جفنكَ للرُّقادِ و أُسلمتْ
للسهدِ أجفاني الضِعافُ تأثرا
قد كنتُ أشعلُ بالصبابة مُهجتي
من دون أنْ تدري و لا أنْ تَشعرا
ما كنتَ مُكترثاً لِما صنعَ الهوى
بجَنانِ صبٍّ باتَ فيهِ مُكدَّرا
يَبليكَ ربِّي يا معذبَ خافقي
بالمثْلِ أو إنْ شاءَ فيكَ ليُكثرا
يشفي غليلي منكَ يا منْ عِفتني
بلهيبِ شوقي هائماً و مُسعَّرا
أرح الفؤادَ لمرةٍ يا مُذنبي
خُذْ ذكرياتك و ارتحل كي أَغفرا
هند_فهمي