النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رحلة البقاء2...ج7

الزوار من محركات البحث: 8 المشاهدات : 198 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2...ج7 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿
    ♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء السابع




    إنطلقنا بعد أن أصطحبنا عددا من الملائكة الذين كانت وظيفتهم ما نروم إليه، ويسمونهم ملائكة أخذ المظالم، وقد كان معهم كتابا سجل فيه كل مظلمة وتبعة كانت لي ولم أستوفي حقي منها في عالم الدنيا.
    كان أول إنسان توجهوا إليه هو جمال!... نعم انه جمال، ولكن بأي حال سيئ كان. قلت في نفسي حينما رأيته عاري البدن، مسود الوجه والجسم، وقد اختلط سواده بالدماء السائلة من جروحه، يحاول ستر نفسه، ولكن بأي شيء يستره! قلت: سبحان الله! أهذا جمال الذي كان يتكبر ويتملق لمسؤولي الشركة، أهذا جمال الذي كان يرتدي الملابس الفاخرة، ويركب السيارة الحديثة، ويسكن المنزل المجهز بأحدث الوسائل والإمكانات! أهذا المهندس الذي كان يصرخ باطلا على العمال، ولا يحترم أحدا دونه، بل كان ينقص من حقهم، ولا يبالي بأجورهم.
    التفت نحو عملي، وقلت له مشيرا بيدي إلى جمال:
    ــ أترجو من هذا شيء وهو بتلك الحالة؟!
    هل لديه حسنة واحدة حتى أرجو أن تعطي لي لا أظن ذلك.
    ــ لا تعجل الأمور يا عزيزي، وترقب ما سيحدث.
    اقترب المأمور منه، وقال مخاطبا إياه بلهجة غاضبة:
    ــ إن لسعيد هذا مظلومية عندك، فماذا لديك کي يستوفيها منك؟
    صاعقة كبرى نزلت على جمال حينما رآني لأول مرة في ساحة المحشر، وصدم صدمة عظيمة جعلته ساكنا جامدا، لا ترى في أعضائه حركة، ولا دبيب إلا دبيب العرق الجاري، والدماء السائلة على بدنه. المحترق.
    العجيب أني شاهدت عليه نفس ملكاته التي كانت حاكمة عليه في عالم الدنيا، من الغضب، والكذب، ونكران الحق، فاشتعل وجهه غضبا، وازداد سوادا وتفحما، وصرخ بوجه الملك قائلا:
    ــ إنني لم أعرف سعيد، وليس لديه أية مظلومية عندي.
    غضبت لكلامه، وصرخت بوجهه:
    ــ إنك قتلتني، عدمتني الحياة في الدنيا، حرمتني من فرصة لا تقدر بأثمان، ولولا فعلتك هذه لشغلت ما بقي من عمري في طاعة الله، ولرفعت درجتي بأعمالي، ولأدخرت ليومي هذا ما وسعني.
    قال الملك المأمور:
    ــ ان حالك وصورتك يا جمال تدل وتشهد على ذنبك بحقه.
    صرخ جمال مرة أخرى، وقال:
    ــ إنه يكذب، إنه يكذب...
    وبين ذلك الصراخ والعويل، وإذا بصوت يخرج من نفس بدن جمال، صمت الجميع وإذا بيديه تنطقان وتقولان(1):
    ــ ونحن نشهد عليه، إنه قتل سعيدا ظلما، إذ استعملنا لإلقائه من أعلى الطابق الخامس إلى الأرض، فبنا عدمه الحياة في الدنيا، وكنا شاهدين على ذلك.
    دهش الجميع من شهادة اليدين، لاسيما جمال الذي بقي مبهورا مدهوشا، لا يعلم ما يقول، وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة، نطق جلده ليشهد هو الأخر بقوله:
    ــ وأنا اشهد عليه، إنه قتل سعيدا ظلما بغير حق.
    ــ دهشت من ذلك، وساد الصمت على الجميع مرة أخرى. أما جمال فعاد يصرخ، ولكن هذه المرة على يديه وجلده:
    ــ دهشت من ذلك، وساد الصمت على الجميع مرة أخرى. أما جمال فعاد يصرخ، ولكن هذه المرة على يديه وجلده:
    ــ لم شهدتها بهذه الشهادة، ألا تخافان أن يصيبكما العذاب والنار؟
    نطق جلده مرة أخرى، وقال:
    ــ لقد كنت غافلا ياجمال عن اليوم الذي يتحقق فيه قول الله تعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
    لقد عدت يا جمال إلى الله الذي خلقك أول مرة، ولكن إلى أسمه المنتقم الجبار، بينما عاد غيرك إلى الله باسمه الرحيم الغفار، وإنما العذاب يصيبك أنت لا غيرك، وأنا لست سوى ناقل له إليك، وسوف يتحقق وعيد الله لك، ويكون حالك معي كما قال تعالى: (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ)
    ما أن أكمل الجلد كلامه حتى سمعنا نداءا من الأرض، ويبدو أنها كانت منتظرة فرصتها في الشهادة، إذ قالت:
    ــ أنا الأرض، أشهد أن جمال ألقى بسعيد من مكان مرتفع، وفارق حياته الدنيا على سطحي الممتلئ بقطع من الحديد المبعثر.
    لم يبق لجمال كلمة واحدة يتفوه بها ليدافع عن نفسه، أو يكذب بها شهوده، لذا استسلم ونكس رأسه منتظرا ما سيفعل به.
    قال الملك المأمور لمرافقيه من الملائكة:
    ــ لا أجد في كتابه حسنات يمكن إعطائها لغريمة، لذا علينا نقل سيئات من سعيد إليه بمقدار جرم القتل الذي ارتكبه بحقها(2)!
    ما أن أنهى الملك كلامه حتى أحسست بخفة الثقل على ظهري، وزيادة في نوري، وانخفاض الحرارة التي كانت تحرق أحشائي، وفي الوقت نفسه رأيت جمالا قد ازداد صراخه، وشدة آلامه، وسواد وجهه الذي خالطه دمه الجاري عليه، فازددت وحشة منه، ونفرة من رائحته النتنة توجه الملك نحوي، وقال:
    ــ الديك حق آخر تأخذه منه؟
    التفت لعملي الصالح أسأله، وقبل أن ينطق بكلمة واحدة سمعنا نداءا من الأرض يقول:
    ــ نعم، أنا أشهد أنه كان المدبر لقتل زوجة سعيد بحادث سيارة متعمدا !
    قلت سبحان الله! وهذا سر آخر ما كنت أعلمه. نظرت لعملي الصالح متسائلا عما يجب فعله، فأشار إلى الملك الذي بادرني بقوله:

    ــ كل حق لك، صغير أو كبير، مدون في هذا الكتاب الذي لا يضل ولا ينسی، سواء كان حرمانك من تكميل حياتك مع زوجتك في الدنيا، أو غيبته لك، أو تسقيطه لسمعتك بأكاذيب وافتراءات عليك، أو سرقاته لأموالك، وما من ذرة مظلمة لك عنده إلا وانتزعنا لك حقها منه.
    تحسن حالي بعد تصفية الحساب مع جمال، بينما هو فأصبح أسوأ حالا مما سبق.
    كنت أشاهد دخان ناره المحترقة فيه يخرج من جميع أنحاء بدنه، أما نار باطنه فهي سوداء تتأجج في أعماق قلبه، وتخرج من فمه ومناخره، وهو يقوم ويقعد، ويعوي كعويل الكلاب والذئاب.
    كنت مندهش مما أشاهده، مستحضرا في فكري كبرياء جمال وتملقاته، وافتراءاته علي في دار الدنيا. استحضرت نصائحي له بترك أعماله السيئة وسرقاته من الشركة، ولكنه ما كان يصغي لجملة واحدة منها.



    هل لسعيد مظالم اخرى ياخذها.. هذا ما سنرويه لكم غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء الثامن ان شاءالله تعالى

  2. #2
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لك مخمليه

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ℟Пʘʘ​ مشاهدة المشاركة
    شكرا لك مخمليه
    شكرا لحضورك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال