في اعماق البحار كانت هناك سمكة جميلة جداً رائعة الجمال لديها عيناوان حسناوتان تلمعان مثل حبات اللؤلؤ، وجسم ناعم رقيق مثل الزجاج المصقول، كانت هذه السمكة تتباهي بشكلها وحسنها كثيراً تمضي ساعات طويلة تنظر الي نفسها وهيئتها وتتزين ودائماً تصطحب معها في كل مكان تذهب إليه مرآه صغيرة في حقيبتها حتي تتأكد من اكتمال زينتها وجمالها، ولم تكن هذه السمكة المغرورة تصغي الي نصائح جدتها العجوز عندما تقول لها : يا عزيزتي ان الجمال الحقيقي هو جمال القلب والاخلاق، والاهتمام الزائد بالمظاهر قد يؤدي إلى الخسائر .
ولكن السمكة كانت تستمر في الاهتمام بزينتها وجمالها وكان يطربها دائماً كلمات الاطراء والاعجاب التي يلقيها الجميع علي مسامعها وكانت تسعد كثيراً عندما تلاحظ نظرات الكل إليها وحديث الجميع عن جمالها وقوامها وحسنها، وذات مساء بينما كانت عائلتها تحتفل بموسم خروج الصغار من البيض الي الدنيا، قررت هذه السمكة أن تظهر نفسها جميلة الجميلات في هذا الحفل، فلبست احسن ما عندها من الثياب وتأخرت عن موعد الحضور حتي توافدت جميع الاسماك الاخري ثم اخذت هي تشرف علي الجميع كأنها القمر في جمالها وحسنها، وكان الجميع مبهور ومفتون بجمالها، فتمكن منها الغرور والتكبر وقالت في نفسها : لقد تفوقت علي الجميع هنا في قاع البحر فلماذا لا اطفو علي السطح حتي اتفوق ايضاً علي كل من في اليابسة بحسني وجمالي .
وهكذا صعدت السمكة علي سطح البحر وقفزت في الهواء معجبة بنفسها وجمالها كثيراً، وفجأة امتد ظل ضخم علي سطح البحر، لقد كان طائر كبير يتغذي علي الاسماك، فاختطفها في لحظات قليلة دون أن تستوعب ما حدث، وهكذا اصبحت هذه السمكة بسبب تكبرها وغرورها واعجابها بنفسها وجبة جاهزة لهذا الطائر ودفعت الثمن حياتها .