يحكي أن في يوم من الايام بينما كان احد الاغنياء يمشي في بلدته متباهياً بغناه وامواله وملابسه الثمينة التي يرتديها عن قصد حتي يبهر الجميع ويشعر بنظرات الكل موجهة إليه خلال سيره في الطريق، وبينما هو علي هذه الحال يمشي في فخر وسعادة رأي رجلاً فقيراً يأتيه مسرعاً وهو يحمل علي ظهره حزمة كبيرة من الحطب وقطرات العرق تتناثر علي جبينه، تبدو عليه علامات التعب والارهاق والفقر واضحة، كان هذا الفقير يمر بجانب الغني مسرعاً وهو ينادي بأعلي صوته : افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق .
لما رأي الغني هذا المشهد وقف امام الفقير الذي يحمل الحطب الثقيل علي ظهره عن عمد كأنه لم يسمع نداء هذا الرجل المسكين، فإذا بالرجل يصطدم به والحطب يمزق ثوب الغني !! هنا اخذ الغني يصرخ بأعلي صوته ويصيح في الحطاب المسكين : هل تعلم ما ثمن هذا الثوب الذي مزقته ايها الغبي ؟! وصمم الغني ان يأخذ الرجل الي القاضي ويخبره بالحادثة .
قال القاضي للحطاب : لماذا لم تفسح الطريق ؟ فسكت الحطاب ولم يجد ما يرد به علي القاضي، هنا غضب القاضي وقال للرجل الغني : كيف يمكنك أن تقاضي رجلاً لا يتحدث ؟ فصاح الغني : لا انه يتكلم، وقد كان ينادي في الطريق باعلي صوته : افسحوا الطريق .. افسحوا الطريق ، ابتسم القاضي في سخرية قائلاً : اذا انت من تستحق العقاب ايها المغرور، لأنك لم تفسح الطريق امام هذا العامل المسكين الذي يعمل لاجل كسب لقمة عيشه .
العبرة من القصة : مهما وصل الانسان الي اعلي المراتب ووسع له الله عز وجل في رزقه، يبقي التواضع دائماً اجمل صفة يمكن أن يتخلي بها الانسان، والغني الحقيقي هو غني النفس .