بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين ...
السَّلامُ عليكم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ...
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الموت ريحانة المؤمن "
وعنه (صلى الله عليه وآله): " تحفة المؤمن الموت "
وعنه (صلى الله عليه وآله): " الموت غنيمة "
وعنه (صلى الله عليه وآله): " الموت كفارة لكل مسلم "
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ماشبهت خروج المؤمن من الدنيا إلا مثل خروج الصبي من بطن امه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا "
وعنه (صلى الله عليه وآله): " رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد الذي ينتفع به القلوب، وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه كأقر ما كانت عينه بموته "
في حديث المعراج: " وإذا كان العبد في حالة الموت يقوم على رأسه ملائكة، بيد كل ملك كأس من ماء الكوثر وكأس من الخمر يسقون روحه حتى تذهب سكرته ومرارته، ويبشرونه بالبشارة العظمى ويقولون له: طبت وطاب مثواك، إنك تقدم على العزيز الحكيم الحبيب القريب "
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أول ما يبشر به المؤمن روح وريحان وجنة نعيم، وأول ما يبشر به المؤمن أن يقال له: أبشر ولي الله برضاه والجنة ! قدمت خير مقدم، قد غفر الله لمن شيعك، واستجاب لمن استغفر لك، وقبل من شهد لك "
وعن الإمام علي (عليه السلام): " أفضل تحفة المؤمن الموت "
وعنه (عليه السلام): " ما أنفع الموت لمن أشعر الإيمان والتقوى قلبه "
وعنه (عليه السلام): " لا مريح كالموت "
وعنه (عليه السلام): " في الموت راحة السعداء "
وقد سئل الإمام علي (عليه السلام) عن تفسير الموت فقال (عليه السلام) :
" على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة امور يرد عليه: إما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بعذاب الأبد، وإما تحزين وتهويل وأمر مبهم، لا يدري من أي الفرق هو ... "
وعن الإمام الحسن (عليه السلام) : " أعظم سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولاتنفد "
وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): " لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت قلوبهم، وكان الحسين (عليه السلام) وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدي جوارحهم وتسكن نفوسهم. فقال بعضهم لبعض:
انظروا لا يبالي بالموت !
فقال لهم الحسين (عليه السلام): صبرا بني الكرام ! فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ؟ ! "
وعنه ــ اي زين العابدين ــ (عليه السلام) - لما سئل عن الموت -: " للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطئ المراكب، وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل، وأعظم العذاب "
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "أما المؤمن فما يحس بخروجها، وذلك قول الله سبحانه وتعالى: * (يا أيتها النفس...) * ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم "
وقيل للصادق (عليه السّلام) : صف لنا الموت ؟ فقال :
« للمؤمن كأطيب ريح يشمه ، فينعس بطيبه ، وينقطع التعب والألم كله ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب ، أو اشد »
قيل : فإن قوماً يقولون : أنَّه أشدًّ من نشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ، ورضخ بالاحجار ، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق قال (عليه السلام) : « كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين ، ألا ترون منهم من يعافي تلك الشدائد ؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا ، وهوأشد من عذاب الدنيا »
قيل له : فما لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفي وهويتحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين أيضاً من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال (عليه السلام) : « ما كان من راحة المؤمنِ هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدة فتمحيصه من ذنوبه ، ليرد الاخرة نقياَ نظيفاً مستحقاً لثواب الأبد لا مانع له دونه
وما كان من سهولة على الكافر ، فليوفى أجر حسناته في الدنيا ، وليرد الآخرة - وليس له إلاّ ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدة هناك على الكافر ، فهوابتداء عقاب الله له بعد نفاد حسناته ، ذلكم بأن الله عدل لا يجور » .
ودخل الامام موسى بن جعفر (عليهما السّلام) على رجل قد غرق في سكرات الموت ، وهو لا يجيب داعياً ، فقالوا له : يا ابن رسول الله ، وددنا لو عرفنا كيف الموت ، وكيف حال صاحبنا ؟ فقال (عليه السلام) : « الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم ، فيكون آخر الم يصيبهم كفّارة اخر وزر بقي عليهم ، ويصفّي الكافرين من حسناتهم ، فيكون اخر لذة أو نعمة أو راحة تلحقهم . وهوآخرثواب حسنة تكون لهم ، وأمّا صاحبكم هذا ، فقد نخل من الذنوب نخلاً ، وصفّي من الاثام تصفية ، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد » .
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) - في عيادة رجل من أصحابه -: "كيف تجدك ؟"
قال: لقيت الموت بعدك ! - يريد ما لقيه من شدة مرضه -
فقال (عليه السلام) : " كيف لقيته ؟ "
فقال: أليما شديدا،
فقال (عليه السلام) : " مالقيته، إنما لقيت ما ينذرك به ويعرفك بعض حاله... )"
وعن الإمام الجواد (عليه السلام) - لما سئل عن الموت -:
" هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لاينتبه منه إلا يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره، ومن أصناف الأهوال ما لايقادر قدره، فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه ؟ هذا هو الموت فاستعدوا له "
وعنه (عليه السلام) - لما سئل عن علة كراهة الموت -: " لأنهم جهلوه فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عز وجل لأحبوه، ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا، ثم قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه ؟ قال: لجهلهم بنفع الدواء، قال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات "
وعن الإمام العسكري (عليه السلام): " دخل علي بن محمد (عليهما السلام) على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت، فقال له: يا عبد الله تخاف من الموت لأنك لاتعرفه، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك وأصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك أو ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال: بلى يا ابن رسول الله، قال: فذاك الموت هو ذلك الحمام، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك، فإذا أنت وردت عليه وجاوزته فقد نجوت من كل غم وهم وأذى، ووصلت إلى كل سرور وفرح، فسكن الرجل واستسلم ونشط وغمض عين نفسه ومضى لسبيله "
________________
وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الْطّاَهِرِين...
نسألكم الدعاء