الاستاذ حكيم الساعدي
لا تعد الجودة وليدة مراحل تاريخية حديثة أو أنها اتجاه معاصر تجاذبته كل من الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان في عقد الخمسينات من القرن العشرين الماضي وامتد ليأخذ اتجاهات متطورة وأساليب عديدة علي مستوي دول أوربا وشرق أسيا و الصين من الجدير بالذكر انه لايوجد تعريف شامل لجودة التدقيق، ويعود ذلك لاختلاف الافكار والمفاهيم التي ينطلق منها الناس لتحديد مفهوم الجودة بشكل عام ، وجودة التدقيق بشكل خاص ، فيفكر البعض في ان الجودة هي الامتياز والتفوق ، ويراها البعض الاخر على انها خلو السلعة او الخدمة من العيوب . اما من الناحية اللغوية ، فيرجع مفهوم الجودة (Quality) إلى كلمة اللاتينية (Qualitas) وتعني طبيعة الشخص أو طبيعة الشي ودرجة صلاحيته وفي مايتصل بجودة التدقيق ، فقد تناولها العديد من الباحثين وذلك من خلال ربطها بالمتغيرات التي من شأنها ان تؤثر على تلك الجودة . فقد عرفتها (DeAngelo) على انها "احتمالية قيام مراقب الحسابات باكتشاف التحريف الجوهري والأخطاء بالكشوفات المالية في النظام المحاسبي للزبون والقيام بلأبلاغ عنها" ، وتعد (DeAngelo) اول من تصدت لتعريف جودة التدقيق ، ويتضح من التعريف اعلاه ان وظيفة مراقب الحسابات لا تقتصر على ابداء الرأي الفني المحايد ، بل تتجاوز ذلك الى الكشف عن اي تحريفات جوهرية في الكشوفات المالية في ظل الاهمية النسبية للتدقيق . كما عرفت جودة التدقيق من قبل (Hong & Wong) على انها "العملية التي تجلب المزيد من المصداقية لتقارير الأرباح" . في حين عرفت (الجواهري) جودة التدقيق بانها تمثل مدى الالتزام بالمعايير المهنية للتدقيق . ومن خلال ماجاء في اعلاه يمكن تعريف جودة التدقيق على انها العملية التي تهدف الى بذل العناية المهنية المطلوبة من قبل مراقب الحسابات باستخدام طرق وتقنيات حديثة للتدقيق من اجل الكشف والابلاغ عن أي تحريف او أغفال جوهري بالكشوفات المالية في ضوء الاهمية النسبية ، والتاكد من التزام الوحدة الاقتصادية بالمبادئ المحاسبية المتعارف عليها عند اعداد الكشوفات المالية ، وانها قد تم تطبيقها بصورة ثابتة من سنة الى اخرى وذلك من اجل اضفاء المصداقية للتقارير المقدمة للجهات المستفيدة من تقرير مراقب الحسابات .