المرض ينتصر على نجومية الفنانين ويجبرهم على الاعتزال
المصدر: دبي ـ غسان خروب
هم ثلة من النجوم، أضاؤوا ليالينا والكثير من سهراتنا بأعمالهم الفنية، رسموا على وجوهنا الابتسامة، بمواقف كثيرة، لا تزال لاصقة في ذاكرتنا، وقدموا مشاهد جميلة، بعضها لا يزال علامة في صفحات الدراما والسينمائية، هؤلاء النجوم بلغوا من «العمر عتيا»، ولا يزالوا موجودين بيننا، ولكنه المرض أعلن انتصاره على نجوميتهم وحرمنا إطلالتهم على الشاشة، فأجبرهم على الاعتزال، ومغادرة الساحة، فاتحين الطريق أمام نجوم جدد، لديهم دماء الشباب وحماسته.
لطفي لبيب، الذي ارتدى كثيراً قناع «الأب» في جل أعماله الفنية، كان آخر الواصلين إلى مربع «الاعتزال» أو شبه اعتزال، بعد أن قطع عتبة عقده السابع بعامين، لبيب اضطر إلى رفع شعار الاعتزال، رغم ما فيه من «نفس محب للفن»، لبيت وقع في فخ تأثيرات «جلطة في المخ»، حرمته ممارسة حركته بشكل طبيعي، ولكن يبدو أن لبيب الذي قدم أخيراً مسلسل «رجالة البيت» في رمضان الماضي، لا «ينوي» أن يترك المجال للمرض لأن يفترس موهبته، حيث يعتزم البقاء في الساحة، عبر التحول إلى الكتابة الدرامية والإنتاج، حيث أعلن أخيراً عن انتهاء كتابة عمل درامي، لا يزال ينتظر ردود شركة الإنتاج عليه.
من قبل لبيب، كان المرض صاحب اليد العليا، في مسيرة الفنان محمود ياسين، الذي تعتمر قائمته بنحو 257 عملاً تأرجح فيها بين الدراما والسينما، ياسين غاب عن الساحة بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح، أجبرته على الخروج من فلك الفن، حيث لم يعد قلبه وصحته قادرين على تحمل ضغط التمثيل، وهو الذي قدم قبل نحو 8 سنوات آخر أعماله السينمائية، آنذاك كانت بعنوان «جدو حبيبي»، وقفت أمامه فيه بشرى ولبنى عبد العزيز.
خروج
خمس سنوات ونيف، مرت على خروج الفنان يوسف فوزي من دائرة التمثيل، بعد أن قضى فيها نحو 33 عاماً، تنقل خلالها بين الاستوديوهات، مقدماً أعمالاً سينمائية ومسرحية ودرامية لا تزال في الذاكرة، لعل آخرها «أستاذ ورئيس قسم»، حيث وقف فيه أمام «الزعيم» عادل إمام. خروج يوسف فوزي من فلك الفن جاء بعد إصابته بالشلل الرعاش.
وها هو مرض الزهايمر، يفتك بخلايا الفنانة عايدة عبد العزيز، التي تقف على عتبة 83 عاماً، اضطرت إلى الاعتزال في 2014 بعد آخر ظهور لها في مسلسل «دهشة» مع الفنان يحيى الفخراني، خلال السنوات الماضية، شكت عايدة جفاء أهل الفن لها، وهي التي رفدت مكتبة الفن بنحو مئتي عمل، بعضها لا يزال خالداً في الذاكرة.
الفنانة نجلاء فتحي، كانت من بين النجوم الذين هزمهم المرض، فابتعدت عن التمثيل، بعد إصابتها بمرض «الصدفية المستعصية»، نجلاء التي قدمت أكثر من 60 عملاً فنياً، لا تزال تحتفظ بجمالها، مع اقترابها من عقدها السابع، أحبها الجميع في كل أدوارها، والتي كرمها عنها مهرجان القاهرة السينمائي في 2003.
«كلمني شكراً»، كان آخر أعمال الفنانة شويكار، ذاك الذي قدمته في 2010 مع المخرج خالد يوسف، اضطرت من بعده إلى الاعتزال بسبب أزمة مرضية لا تزال تصاحبها حتى اليوم، وحرمتها مواصلة عطائها الفني، والأمر كذلك انسحب على الفنان يوسف منصور، الذي دخل بوابة السينما المصرية عبر «العجوز والبلطجي» في 1989، يوسف اشتهر في أفلام الأكشن، ولكن «هتكاً في الأعصاب» حرمه من مواصلة التمثيل. قائمة النجوم الذين اعتزلوا الفن بسبب المرض، تبدو طويلة، فقد انضم إليها أيضاً الفنانة شريهان، وسمية الألفي، وغيرهما.