يُطلَقُ التحيينُ اليومَ على التَّحديث actualization وللكلمة أصلٌ في المعجم العربي ولكن بمَعْنى آخر غير الذي انحرَفَت إليْه اليومَ ، ولا يُقالَنَّ إنّ الانحرافَ هنا من باب تطور دلالات الألفاظ؛ والسبب أنّ الذي أطلق التحيين اليومَ على التحديث يغلب على الظّنّ أنّه لم يَطّلعْ على المَعْنى الأصليّ لهذا المصدَر
لقَد وَرَد مَعْنى التحيين والأمر المُحيَّن بمَعْنى التوقيت إلى حين؛ فالحِينُ وَقْتٌ من الزّمانِ، والمُحَيَّنُ الأَمْرُ المُوَقَّتُ إِلَى حِينٍ. وتَحيينُ الشيءِ أن تَجعلَ لَه حِيناً، وتَحيينُ الناقَةِ أن تَحلبَها في اليومِ مرّةً واحدةً،
قال الشاعر الكُمَيْتُ بنُ زيد الأسديُّ:
حَدَدًا أَنْ يَكُونَ سَيْبُكَ فِينَا /// وَتِحًا أَوْ مُحَيَّنًا مَحْصُورَا.
شعر الكميت بن زيد الأسدي:
جمع وتقديم: داود سلوم، النجف، 1970م.
أمّا الأصلُ الصرفيّ أو الجذرُ المعجميّ فيتألَّفُ من حاء وياء ونون "حين"، والفعلُ حانَ يَحينُ، والمصدَرُ حِينٌ وحَيْنُونَةٌ، قال الخَليلُ: «حانَ أنْ يَكونَ ذلكَ يَحينُ حَيْنُونَةً»
العين: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت.173هـ)، تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال، ج:3، ص:304،