النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رحلة البقاء2 ...ج3

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 185 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2

    رحلة البقاء2 ...ج3 إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    ✿ قصة من عالم البرزخ ✿
    ♡ رحلة البقاء 2 ♡
    الجزء الثالث


    …توقفت عن الكلام، ثم نظرت إليه متسائلا:
    ــ قل لي بالله عليك من أي أمة أنت؟
    ــ إنني من أمة النبي موسی سلام الله عليه، كنت قد صدقته، وآمنت بما أتى به من الكتاب، واتبعت سبيله رغم ملاحقة فرعون وأعوانه لنا من مكان لآخر، ومن بلد إلى بلد، حتى قتلت صريعا، وأريق دمي على طريق الحق والإيمان.
    أصابتني حسرة أن لم أكن مثله وفي درجته ونوره، فقلت له:
    ــ إذن أنت من العلماء المجاهدين بعلمهم على طريق الحق والتوحيد.
    استقر الجميع في ساحة المحشر، وهي أرض بيضاء مستوية، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ولا ربوة، ولا تلة يتوارى الإنسان خلفها عن أعين الناس، بل ولا حتى حفرة يدس الإنسان فيها نفسه هربا من الغرماء والخصماء! هي صعيد واحد لا تباين فيها، ولا زرع فيها، ولا جبال، ولا أودية ولا سهول، بل ممدودة مد الأديم(1).
    نظرت لما حولي فرأيت أحسنهم حالا من وجد لقدمه موضعا، ولنفسه متسعا، ورأيت من البشر رجالا ونساء ما لا يحصى عنده، ولا نهاية لحدوده، وهم في صور مختلفة: فبعضهم ذات صور قبيحة وسهولة موحشة، أبدانهم عراة لا يغطيها ولا يسترها شيء، وهم في حالة يكاد الخجل يذيبهم، والذلة والحسرة تقتلهم، ولا ملاذ لهم قيستترون فيه، أو يحتجبون به عن أنظار غيرهم.
    كان بعض منهم على صورة القردة، وبعض آخر على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون على وجوهم وقد علت أرجلهم رؤوسهم وهم يسحبون عليها، وبعضهم عمي يترددون، وبعضهم صم وبكم، وبعضهم يمضغون ألسنتهم وهي مدلات على صدورهم، ويسيل القيح من أفواههم فيتقذرهم أهل المحشر، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم اشد نتنا من الجيفة، بينما هناك آخرون ملبسون جبابا سابغة من قطران نار لاصقة بجلودهم(2).
    وفي الوقت نفسه كنت أرى البعض الآخر على صور جميلة متفاوتة، كل حسب درجته وكماله الذي أكتسبة في عالم الدنيا، وهم يرتدون ألبسة مغايرة فيما بينها. قلت سبحان الله! ما هذا التفاوت في خلقه؟ وتساءلت مستغربا عن أي أرض أو سماء يمكن لها أن تسع كل هذا الحشر العظيم؟!
    التفت نحوي شخص يبدو أنه من أهل الإيمان، وكتابه القرآن، فقال:
    ــ أما قرأت في القرآن: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )، فأرض المحشر وسماءها، ليست کسماء وأرض الدنيا التي قضيت عمرا فيها، بل كل شيء تبدل وتغير، والقوانين في عالم القيامة هي غير قوانين ونظام عالم الدنيا. والبرزخ، وأحكام الزمان والمكان التي كانت مهيمنة عليها لا وجود لها هنا.
    بهرني نور وجهة المشع، ووجدت في ذلك فرصة للسؤال منه، فسألته:
    ــ أخبرني، كم سيطول وقوفنا في عرصة المحشر؟
    أجاب قائلا:
    ــ إن للقيامة خمسون موقفا، وكل موقف. يستغرق ألف سنة، أما قرأت في القرآن: ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )، وأهوال هذه المواقف وشدتها مرتبط بدرجتك التي حشرت عليها، فإن ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِـّمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ).
    صمت قليلا، ثم قال:
    ــ أراك وقد حشرت على هيئة إنسان، ولباس التقوى يسترك، ولكني ألاحظ نورك ضعيف، قد لا يهديك في ظلمات القيامة. والصراط.
    أصابني هول مما سمعته منه، وحسرة على ما قصرت به في عالم الدنيا، إذ لم أرفع درجتي بأعمالي وملكاتي، ولم أوصلها إلى مراتب الإنسان الكامل الذي يشع نوره بین العباد في يوم يجمع الله به الأولين والآخرين.
    بكيت بكاء شديدا، فاختلطت دموعي مع العرق الذي راح يجري جريانة من بدني، إذ أصبحت الشمس محرقة بعد أن اقتربت شيئا فشيئا فوق رؤوس العباد، وانشغل كل واحد بهمه وغمه، وأصبح لا يبالي بغيره.
    وإذ أنا في ذلك الوضع من الحزن والقلق، وبخت نفسي وقلت لها: يانفسي أصبحتِ كما قال إمامي زين العابدين في دعائه: (أنظر مرة عن يميني وأخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة...)(3).
    لفت نظري مخلوق كان من الوجه، جميل المنظر اقترب مني وقد علت الابتسامة. على وجهه، ثم نادى باسمي! نعم، سمعته ينادي ويقول:
    ــ سعيد، ألا تعرفني؟
    نظرت إليه، وهو أول من ينادي باسمي في ساحة المحشر، ولكني لم أتعرف عليه، لذا أجبته مستغربا:
    ــ كلا، إن أهوال القيامة أنستني كل شيء، فمن تكون؟
    ــ أنا الذي كنت من البعث إلى المحشر أجيك كلما صرت تحت أقدام العباد، أنا الذي كنت أنير لك الطريق كلما دخلت في الظلام، أنا الذي كنت أزيل عنك اليأس، وأبشرك بالجنة، وادعوك إلى ترك القنوط من رحمة الرحمن(4).
    ــ آه، أشكرك كثيرا، ولولا أنت لكنت الآن في أسوء حال. قل لي بالله عليك من أنت، فإني أحب أن تكون دائما برفقتي.
    ــ سأكون كذلك إن شاء الله، إلا في المواضع التي لا يسمح لي بتجاوزها.


    من هذا الذي تعرف على سعيد والذي سيرافقه.. هذا ما سنرويه لكم بعد غدا..؟
    فانتظرونا غدا مع الجزء الرابع ان شاءالله تعالى

  2. #2
    Ŀệġệńď
    اسہٰطہٰورة حہٰرفہٰ
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: البـصرـةة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 68,402 المواضيع: 19,934
    صوتيات: 249 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 48769
    موبايلي: HUAWEI Y9s
    شكرا لك اختنا

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR مشاهدة المشاركة
    شكرا لك اختنا
    نورت

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال