كيد النساء في التراث الشعبي:
وكالة الإنباء العراقية المستقلة / فؤاد العبودي ...لا يختلف اثنان على مشروعية زواج الرجل بأكثر من امرأة واحدة كما نص على ذلك الشرع الاسلامي.. ولكن المشكلة ليست بأن يتزوج احدنا بأمرأتين او ثلاث وانما في تلك الغيرة التي تبدأ تنشب اظفارها في نسيج العلاقة .. حيث تعتبر المرأة الاولى ان اهميتها قد فقدت وان ما سيمنحه الرجل لامرأته الثانية الشيء الكثير.. خاصة في متن حكايتنا هذه التي اسردها لامرأة ولود ولم تكن تشكو مرضا ولا قيمة حياتية حتى يكون ذلك مبرر لزواج رجلها بأمرأة اخرى. فهذه المرأة لها من زوجها ثلاث ابناء وعندما اخبرها بانه سيقوم بالزواج من الثانية لم تعترض ولم تبدي تصرفات تنم عن عدم رضاها..
تزوج الرجل بفتاة اصغر من زوجته الاولى بعشرين عاما ولدهاء المرأة الاولى فقد شاركت زوجها والجميع بالفرح فضلا عن رقصها لتعطي صورة عن انها لم تبالي بالحدث.. دون ان يشعر المحيطين بها وحتى زوجها بالذي كانت تخفيه وتحركه نار الغيرة في قلبها.
وبعد اقل من شهر على اقدام زوجها على الزواج من اخرى.. جمعت اولادها الثلاثة لتقول لهم
- ( ابوكم تزوج هذه الفتاة الصغيرة.. وبالتأكيد سيغرقها بالدلال والرعاية.. واذا ما انجبت له طفلا فأن ذلك سيكون الطامة الكبرى بالنسبة لاموال ابيكم).
اجابها اكبر ابنائها:
- ( نحن نعرف ذلك يا اماه.. ومن له حق الاعتراض على خطوته وهي لا تخالف الشرع ولا الدين).
ثم استدرك الثاني قائلا:
- ( انت نفسك يا امي وافقت ولم يكن لديك اي اعتراض.. اليس كذلك؟)
وقال اصغرهم:
- ( واذا انجبت.. ليكن.. فنحن ثلاثة والاقدار بيد الله..)
نظرت الام في وجوه ابناءها الثلاثة وتفرستهم واحدا تلو الاخر.. لتقول:
- حتى وان اعترضت فأن ذلك لن يغير من موقف ابيكم.. بل على العكس لو اني اعترضت فأنه سيصر اكثر ويضمر الحقد لي ولكم.
قال الابن الكبير.
- والان ماذا انت فاعلة يا اماه.. فـ (الفاس وكع بالراس) وانتهى الامر.
قالت مستنكرة: لا … لم ينته الامر.. فقد فكرت بخطة لا يشك احدا بها.
ظل الاولاد صامتين وهم ينتظرون ماذا ستفعل والدتهم.
ومر شهر على زواج الرجل.. ولم يلاحظوا شيئا او تصرفا من جانب امهم.. وانما كانت طبيعية الى الحد الذي شعر فيه الزوج بغبطة.
وبينما كانت الزوجة الفتية عند اسرتها.. بدأت الام بخطتها…
فقد استيقظت في صباح احد الايام.. وبينما كان الجميع يغطون بنومهم.. هرعت الى زوجها فوجدته نائما وهو فاغرا فاه.. فأسرعت الى المطبخ ووضعت (الزيت) في (المقلاة) وبدأت بقلي البيض.. وحملت (المقلاة) بخفة وحذر وجاءت الى غرفة زوجها وبخطوات بطيئة اقتربت من زوجها النائم فصبت ما في (المقلاة) بجوف الرجل.. فلم يصدر منه الا صوت اهة قاتلة وانقلب على ظهره.. وظهر وكأنه قد (تقيأ) ومات..
هنا صرخت المرأة بأعلى صوتها..
(ابوكم زوع ومات.. ابوكم مات..)
استيقظ الاولاد الثلاثة ليروا منظر والدهم وبالفعل كأنه قد تقيأ..
بدأت مراسيم الدفن.. وعادت الفتاة الى بيت اهلها.. دون ان يشك احدا بما فعلته الزوجة الاولى..
وكانت الاسئلة تأتي من هنا او هناك.. دون الاشارة الى المرأة بأنها وراء تلك الفعلة.. فأحدى النسوة تقول (يجوز اكل شي مسموم)! واخرى تقول ( ربما كان يعاني من شيء ما.. مرض او ما اشبه) وهكذا..
فيما قالت احداهن : (عيني شو الرجل مدلل بين نسوانه.. وخطية ام فلان ( تقصد زوجته الاولى) مخليته بنص عيونه.. يلله هذا يومه).
وبفعلتها هذه اسدلت المرأة الستار على حياة زوجها واستطاعت بمكرها وحيلتها ان تتخلص اولا من زوجها .. وثانيا بالحفاظ على ثروته التي لم تنل منها زوجته الثانية الا ما حدده الشرع والقانون لها..