صلع الرجال
صلع الرجال من المشكلات المقلقة التى لا يجد لها الكثيرون الحل المناسب وعلى الرغم من صغر أعمار الشباب إلا انهم أيضا يصابون بالصلع الذي يزحف تدريجيا فيستسلم الكثيرون لفقدان الشعر التدريجي من باب «ما باليد حيلة».
ويبدأ الصلع الوراثي عند الرجال بعد سن البلوغ تدريجياً حيث يلاحظ المصاب أن الخط الأمامي للشعر فوق الجبين بدأ بالتراجع إلى الوراء و يتحول الشعر الطبيعي إلى شعر رفيع قليل الكثافة، ويفقد صبغته، كما ان هناك نساء قد يصبن بهذا النوع من فقدان الشعر أي الصلع الوراثي ولكن بشكل يختلف عن الرجال.
إلا ان اخصائية التغذية الطبية سهى خوري أكدت أن العوامل الوراثية تلعب دورا أساسيا في تطور وتقدّم مرض الصلع الوراثي، حيث كشفت دراسات جديدة عن أهمية التغذية ونمط الحياة في تأجيل وتخفيض أعراض الصلع. وكشفت دراسة برازيلية نشرت عام 2010 أن العديد من الرجال يبدؤون بفقدان شعرهم بعد عملية تصغير المعدة نتيجة لسوء التغذية المرتبط بالعملية. بينما وجدت دراسة أخرى أن النقص في المواد الغذائية مثل الأحماض الدهنية والحديد يساهم بفقدان الشعر لدى الرجال الذين يتناولون غذائهم عن طريق أنابيب التغذية في المعدة. واوضحت خوري أن العلماء في السنوات الماضية بحثوا في العديد من العوامل الغذائية المرتبطة بعملية فقدان الشعر التدريجي من عدمه ، ووجدوها كالتالي:
أولاً :- تناول كميات كافية من البروتين
حيث توفر الأغذية البروتينية الحامض الأميني L-lycine، وهو حامض أميني أساسي، بمعنى أنه ضروري لصحة الإنسان وأن الجسم لا يستطيع أن يصنعه فيتوجب الحصول عليه من الغذاء. تكمن أهمية الحامض الأميني لايسين بكونه أساسيا في تكوين بروتين الكولاجين الذي يوفر الدعم البنيوي للشعر ويقوي بنيتة ويعتقد أنه يعيق عمل أنزيما مسؤولا عن الصلع. وتبين البحوث أن الأشخاص الذين يعانون من تقصّف الشعر وفقدانه أنهم غالباً ما يعانون من نقص في كميات L-lycine غير كافية. مشيرة الى أن اللحمة الحمراء والدجاج، الأجبان، سمك القد والسردين، المسكرات، البيض، والبقوليات هي من أهم المصادر الغذائية لهذا الحامض الأميني.
ثانياً :تجنّب الطحين الأبيض والسكر
سهي-خوري
وقالت سهى خوري انها عندما تتناول سكريات بسيطة مثل السكر والطحين الأبيض والأرز الأبيض (المقشور)، فإن النشويات في هذه الأغذية تتحول إلى سكر في الدم خلال عشر دقائق فقط، مقارنة مع الأغذية التي تحتوي على نشويات معقدة والتي يستغرق تحوّل النشويات فيها إلى سكر نبين صف ساعة إلى ساعة ونصف حسب نوعها.
حيث إن الإرتفاع السريع والمفاجيء في مستوى السكر في الدم يتسبب بارتفاع مماثل في الإنسولين وعدد آخر من الهرمونات بما فيها هرمون DHT . وقد كشفت الدراسات أن DHT هو الهرمون المسؤول عن انكماش تدريجي في بصيلات الشعر إلى أن تتوقف تماما عن النمو. وقد ذهبت الكثير من الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصلع تكون بصيلات الشعر لديهم أكثر حساسية لهرمون DHT. لتخفيض تركيز هرمون DHT، لذلك ينصح بتجنّب السكر الأبيض وباستبدال الحبوب المقشورة كالخبز الأبيض والأرز الأبيض بحبوب غير مقشورة كالخبز الأسمر والأرز البني والبرغل والفريكة والشعير والشوفان.
ثالثاً: المحافظة على معدّل طبيعي للحديد
أشارت نتائج 40 عاما من الأبحاث الى أنه لمعدن الحديد دورا هاما في صحة الشعر حيث أن نقصه يتسبب بفقدان الشعر. ويعتبر مركب «فيريتين» في الدم أكثر مركبات الحديد ارتباطا بصحة الشعر. وكقاعدة عامة، ينصح بعض الباحثون بالمحافظة على مستوى فيريتين 50 نانوغرام/مل على الأقل للمساعدة في تجديد الشعر، بينما يرى آخرون أن 70 نانوغرام/مل هي الحد الأدنى المطلوب لتجديد الشعر.
ومن جانب آخر، كشفت الأبحاث أن افائض الحديد في الجسم أيضا يسارع من تشاقط الشعر حيث يتراكم الحديد في الأنسجة والأعضاء ويؤثر على وظيفتها العادية. وتشمل المصادر الغذائية للحديد اللحمة الحمراء، الحبش، الدجاج، السمك. أما المصادر النباتية للحديد فتشمل السبانخ، العدس، الفواكه المجففة والمكسرات.
رابعاً : تجنّب الدهون الحيوانية
وهنا أوضحت سهى خورى ان استهلاك الدهون الحيوانية كاللية وجلدة الدجاج والسمنة والزبدة ومنتجات الحليب الكاملة الدسم يرفع من تركيز هرمون DHT المسؤول عن تطوّر الصلعة. ينصح بتجنّب الدهون الحيوانية عن طريقة إزالة اللية وجلدة الدجاج واستهلاك منتجات حليب مخفّضة الدسم.
خامساً : المحافظة على مستوى طبيعي من فيتامين «د»
وأشارت اخصائية التغذية الطبية الى نجاح علماء يابانيون مؤخرا بتحوّيل بصيلات الشعر التي كانت قد فقدت قدرتها على انتاج الشعر إلى خلايا طبيعية تنتج الشعر عن طريق تزويدها بفيتامين د! وقد تبيّن في هذا البحث أن فيتامين د يوقظ المستقبلات في بصيلات الشعر التي كانت قد فقدت قدرتها في انتاج الشعر مسببة الصلع.
وقد نجح الأطباء في هذه التجربه بإنتاج شعر جديد لدى الفئران، مما أعطاهم الأمل بأن علاج الصلع قد يكون ممكنا عن قريب عن طريق فيتامين د.
وما زال تحديد جرعة فيتامين د الملائمة ودرجة فعاليتها في إطار البحث حيث دعى العلماء إلى مزيد من الأبحاث لتوضيح طرق علاج الصلع المناسبة باستخدام فيتامين د. وإلى حين اعتماد فيتامين د في علاج الصلع، ينصح العلماء أن يهتم الأشخاص المصابين بالصلع بفحص فيتامين د وعلاج النقص عن طريق الأقراص أو الجرعة السائلة حسب توصيات الطبيب المعالج.
المصدر العراق اليوم