شاعَ خطأ تركيبي بين المثقفين ، مَصدرُه الترجمَة أو النقلُ عمّن تأثّر بالتّرجَمة، وهو تقديم الجملَة الحالية على الفعل المتضمن فاعلاً ظاهراً أو مُضمراً، وهذا الفاعلُ هو صاحبُ الحال، وذلكَ نحو قولهم: وأنا أقلبُ صفحات الكتاب وجدتُ... وأنا أتجولُ بين رفوف المكتبات عثرتُ على كتاب...
ويكثُر هذا الضّربُ من الخطأ في كتابات المتعاطين للقصص والروايات، ويُعللون ارتكابَهم هذه الأساليبَ المترجَمَة بأنها أدقُّ في وصف الحال التي يصفونَها، وهُم لا يَعلمونَ أو يعلمون ولكنهم يَغفلون أو يَتغافَلونَ أن تقديمَ ذلك الفعل المتضمن لفاعل كان صاحبَ حالٍ سيُسقطُ اللحنَ ويُبْرئ السَّقَم الأسلوبيَّ ويُعيدُ للتركيب عافيتَه المَسلوبَةَ : وجدتُ، وأنا أقلبُ صفحات الكتاب... عثرتُ، وأنا أتجول بين الرفوف، على كتاب... أو نصرفُ النظرَ عن تصويب التركيب إلى تركيب آخَر أجملَ وأوفى، نحو قولنا: بينما أنا أقلبُ صفحات الكتاب إذ وجدتُ... بينَما نحنُ نتجولُ في رفوف المكتبَة إذ عَثرْنا... وشاهدُه الحديثُ النبويُّ الشريفُ الذي رَواه عُمر رضي الله عنه [صحيح مسلم]: بينَما نحنُ جلوسٌ عند رَسول الله صلى الله عليه وسلّمَ إذ طلَعَ عليْنا رجلٌ...