جَفِّفْ دُموعَكَ أيُّها المُشتاقُ
وٱصبرْ لدهرٍ جار فيه فراقُ
هذا الّذي في الصّدر ينبضُ مُوْهَناً
راضٍ بما فعلتْ به الأشواقُ
ولقد صبرتُ ،وما لصبري آخِر
قدرٌ له بين الضّلوعِ وثاقُ
لا تَعجَبوا مِنْ زَخِّ دمعي ساخِناً
هاج الحريقُ ففاضتِ الأحداقُ
لا تحسَبَنَّ غروبَ شمسي غربةً
فمِن الغروبِ سيولدُ الإشراق
يا مَنْ لها في الصّدرِ ألفُ قصيدةٍ
ولها بقلبي منزلٌ ورِواقُ
سمعي يُصادِره وجودُكِ في دمي
وإلى سَماكِ تهُزني الأشواقُ
ولقد سمِعتُ نِداكِ بين جوانحي
لكنَّ سمعي ما له ميثاقُ
لا تَحسَبوا أنّي سمِعتُ ولم أجِبْ
فسماعُ كلِ العاشقين مُعاقُ
سَرَحانُ فِكرٍ وٱنشِغالُ جوارحٍ
وشرودُ بالٍ مسّه الإرهاقُ
لا تسألوني عن هديرٍ في دمي
هذا الفراتُ ودجلةُ الرّقراقُ
قدرٌ علينا أنْ نكونَ كما ترى
والمرءُ للقدرِ المُرادِ يُساقُ
صبحي ياسين