أيها العدم
نحن بعض موجودات
لك ضائعة
بعض ملامح من كيانك مهملة
أو معان مهزوزة
مهدورة ومفقودة أو غير محسوبة
غير ذات شأن
"نحن" هذه ، في حالنا ،
تفتقر للمعنى والنغم ، مجوفة من القيم
أنت تعلم أيها العدم أن النحن
هي لدى غيرنا الضمير الأهم
لكن الــ " نحن " خاصتنا نتوءات فراغ
بعض موجودات لك أو منك
تشوهت فيها
حتى قيمة العدم
نحن ضيوف
ثقال دم ، لديكم
يا حضرة العدم
حسبنا ما لكيانك
من مزايا أهم
حين يكون الوجود
بؤسا وظلما
وقبحا وزيفا وخداعا
وقهرا واستغلالا
وجريمة ومآسي وسأم
تُرانا أين أضعتنا وذهبت تطوف ؟
لعلنا تسربنا إلى الوجود
وانت تشوف ، نعاني الحروب
والخسوف والكسوف
واللعنات تطاردنا ألوف
أحوالنا تزكم الأنوف
وغيرها مما لا يستحق منك
الالتفات أو الوقوف
لعلنا أحسن حالا
حين تشملنا بعباءتك
وتنزع منا صفات ليست لنا
كأن نُسَمَّى ونُعَيَّن ونُحَدَّد وننسب ونضاف
فنحن فيما قبل السالب نعيش
ونقتات ونتلقى الكفوف
تراق دمانا ونصلى حمم
فالاحساس فاقد والوعي صفر
والقائمون على الأمر
فارغون ، يَفْرُغُون أو يُفَرَّغون
أول بأول من القيم
لم نتشكل بعد أو نُوَصَّف
أو نُصَنَّف بالليسية أو بغيرها
من مجسات العدم
لما يصلح لوصف حالنا
الوصف المطابق
لوجود ما دون الصفر ، مخلوف
لعلك لن تقسو علينا مجددا
لعلك فيما ترى
وبعد كل الذي قيل ويقال
تعطف وتلطف وتنزع عنا الخوف
نحن منك وإليك أيها العدم
--------------------
.
عبدالعزيز دغيش .