وجد علماء طريقة لتحسين حالة الرئات المتضررة، التي تعتبر مضطربة للغاية عند التبرع بها من مريض متوفٍ، بحيث لا تكون ذات فائدة.
وقامت مجموعة من العلماء في كل من جامعتي كولومبيا وفاندربيلت بربط رئتين بشريتين بخنزير مخدر.
ووجه الدم من القلب النابض للخنازير إلى الرئتين، والتي كانت تعمل بواسطة جهاز التنفس الصناعي، ثم عاد الدم إلى الخنزير.
واستخدمت التجربة 5 أزواج من الرئتين البشريتين من المتبرعين، والتي صنفت على أنها غير صالحة للزراعة، وتم ربط كل واحد منها بخنزير حي لمدة 24 ساعة.
ووجد البحث أن كل مجموعة من الرئتين كانت في حالة أفضل بكثير بعد يوم من "نقل الأعضاء بين الكائنات الحية".
ونجح الباحثون في العام الماضي في أخذ رئتين من الخنازير وربطهما بنظام الدورة الدموية لخنزير مخدر.
ووجدوا بعد ذلك أنه يمكن تجديد الرئتين بطريقة الدوران المتقاطع، وبدأوا في البحث عما إذا كان مضيف الخنازير يمكنه أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لرئتي الإنسان.
وتم التبرع بخمس رئات تالفة، رُفض كل منها للزرع، للدراسة.
وعولجت الخنازير بأدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الرئتين، وبعد 24 ساعة من الاتصال، تحسنت رئتا الإنسان المتضررتان.
وشهد التحليل الدقيق على مدار يوم واحد تحسينات كبيرة على جودة الأنسجة والاستجابات الالتهابية ووظيفة الجهاز التنفسي.
ويأمل الباحثون في إمكانية استخدام هذه الطريقة لاستعادة المزيد من الرئات من المتبرعين وزيادة كمية الأعضاء المتاحة للزرع، ما قد ينقذ آلاف الأرواح.
وقالت البروفيسورة غوردانا فونجاك نوفاكوفيتش، المعدة المشاركة في الدراسة: "تمكنا من استعادة رئة مانحة فشلت في التعافي على نظام تروية الرئة خارج الجسم السريري، وهو المعيار الحالي للرعاية".
ويقول الباحثون إنه بعد مرور 24 ساعة على الدورة الدموية، أظهرت الرئة انتعاشا وظيفيا.
وعلق زاكاري كون، مدير برنامج زراعة الرئة في جامعة نيويورك "لانغون هيلث"، الذي لم يشارك في الدراسة، قائلا: "بصفتي جراح زراعة الرئة، رأيت العديد من المرضى لا يتلقون عمليات زرع الرئة التي يحتاجونها بشدة. أجد هذا العمل مثيرا للاهتمام".
ويقول الأكاديميون إن هناك طريقتين محتملتين يمكن للبحث من خلالهما زيادة عدد الرئات المتاحة للزرع.
ويمكن إما الاستمرار في استخدام الطريقة الحالية لربط الرئة البشرية بالخنازير، وتحسين الأعضاء قبل إرسالها إلى الزرع. أو يمكن للمرضى المصابين بأمراض خطيرة الذين ينتظرون بالفعل دعم الرئة الاصطناعية، أن يكونوا بمثابة مضيف الدورة الدموية، مع أخذ دور الخنزير.