غنِّ فالـغناء عادة البؤساء ,
غنِّ في الشوارِعْ.. وفي الباصات .. غنِّ وأستمتع بصوتُكَ البائِس , صوتك الذي يشبهُ سعالَ رجلاً في السجنِ
غنِّ أيها المُتعفّن – فالأنبياء لا يجيدونَ الغِناء
غنِّ في البيتِ , وفوقَ الفراشِ ودَع رائحة البول تفوح من السريرِ
غنِّ في الأزقة الضيقّة التي تحصر الإلـ‘ـه , غنِّ في المحطات أيها الوحيد لأن الغرباء سيعتبرونَك واحداً من عائلتهم
غنِّ لكل الاناث التي لا تملك عُلب المكياج
غنِّ فأن الغناء نحيب المرايا,
غنِّ للمجـانين والبُلهاء ,,
غنِّ للجماجم المدفونة على حدودك
الجماجم التي سقطت ونبتت فوقها سُنبلةْ
غنِّ مثل صوت سيارة الاسعاف, فإنها دائماً ما تقلق المدينة
غنِّ في الفراغات .. وقف مثلَ علامات الاستفهام ؟؟!
غنِّ للسماء التي لا تجيد ,, غنِّ لأنك لاتعرف ما يُشغل الإلـ‘ـه
غنِّ لكل حبّات الفاليوم التَي شَربتها حين شاهدت نفسك في المرآة
غنّي على فهاوة ملامحك
غنِّ لأنهم نسوا أن يضيفوا في طينك ملحاً
غنِّ للأمهات اللواتي يقلن أن الملح الكثير يفسِد حياتنا الضائعة,
غنِّ لكل الذين يفكرون بالانتحار,
أغنية ( مرينا بيكم حمــد )
غنّ للسكارى والموتى مثل صباح عاشوراء
غنِّ للرجل المريض الذي يشتهي أن يموت . ولا يموت!
غنٍّ لكل الجدّات اللواتي فقدن الأمل وقصصن ضفائرهنّ
غنِّ لصباغوا الأحذية الذين نسوا أن يمشطوا شعرهمْ
غنّ فالغناء يستر رائحة أعمالنا ,
غنِّ وسافر بغنائك الى السماء فلا أحدْ هُنا
غنِّ لكل طفلٍ تعلم ان يقول كلمة ( بابا ) وأباه قد مات منذ شهرين
غنِّ لسكان المقابر الجماعية فالموتى يرتاحون كثيراً ,, ويشعرون بالموت أكثر حين يسمعون الغناء
غنِّ لأن الحياة تظهر استمراريتها (وأنت صرصارٌ مّيت)
محمد خالد