قامت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوربية ووكالات أخرى بالتقاط صور وجمع بيانات تظهر التأثير الذي أحدثه وباء كوفيد-19 على النشاط البشري ومستويات التلوث على الأرض.
وجمعت هذه الأقمار الصناعية بيانات مفصلة حول حركة المرور والنقل في الشوارع والمطارات والموانئ، بالإضافة إلى معلومات حول مستويات الإضاءة في المدن الكبرى والنشاط الزراعي في عدد من المناطق. كما تتضمن هذه البيانات معلومات حول نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري ونوعية الهواء والماء.

مصدر الصورة pixabay
ما الذي تقوله هذه البيانات؟
توضح البيانات التي جمعتها الأقمار الصناعية أن النشاط البشري يعاني كثيرا من الوباء، وإن هذا التأثير يشمل جميع مناطق الكوكب بدون استثناء، ولا يمكن حصر التأثير في مناطق محددة.

فبعد تحليل البيانات الملتقطة، لاحظ الخبراء أن هناك تراجع ملحوظ في حركة السيارات على الشوارع، كما تبين الصور وجود عدد كبير جدًا من السيارات المتوقفة، على سبيل المثال، لاحظ الخبراء تراجع كثافة السيارات بالقرب من مطار بكين الدولي خلال الفترة بين شهر ديسمبر 2019 وفبراير 2020، وهي الفترة التي ظهر فيها الوباء وانتشر على نطاقٍ واسع. لكن الصور تظهر أن حركة السيارات في الصين بدأت تتعافى خلال شهر أبريل وبعده. رغم أنها لم تعد إلى معدل الكثافة الذي كانت عليه قبل شهر ديسمبر 2019.
تبين الصور الملتقطة أيضا كيف تغيرت الأضواء الليلية ضمن المدن، فبعد إغلاق مراكز الترفيه والمطاعم والأسواق الرئيسية، انخفضت الأضواء في معظم المدن الكبرى، لكن بعض المناطق شهدت زيادة في الأضواء، على سبيل المثال، أصبح مركز سان فرانسيسكو الطبي يسطع أكثر من المعتاد خلال فترة انتشار الوباء، خاصةً في الأشهر الأولى من عام 2020.
انخفاض واضح في معدلات التلوث وغازات الاحتباس الحراري
وكالة الفضاء الأمريكية والأوربية رصدت انخفاضًا واضحًا في نسب الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد النيتروجين الذي ينتج عن حرق الوقود الأحفوري، فقد كانت نسبة هذا الغاز مرتفعة للغاية في أغلب المدن الصينية الكبرى وبعض المدن الهندية الأوربية والأمريكية، لكن نسبته انخفضت بشكلٍ ملحوظ خلال فترة تفشي الوباء، وأصبحت الأجواء في بعض المدن جيدة بعد أن كانت خطيرة قبل الوباء. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى حالة الإغلاق العام الذي شهدته معظم الدول وتوقف المصانع ووسائل النقل الجوي والبري.
بالإضافة إلى غاز ثاني أكسيد النيتروجين، انخفضت نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون بمعدلات قياسية وعادت إلى مستوياتها التي كانت قبل عدة عقود، ومن المتوقع أن يكون لذلك تأثيرات إيجابية عديدة تشمل انخفاض ظاهرة الاحتباس الحراري مؤقتا، بالإضافة إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية.