كانت إنجلترا مقسمة إلى عدة اقاليم، يحكم كلاً منها أمير. ويطلق لقب " أمير ويلز " على أكبر الابناء سناً للعاهل الذى يعتلى عرش الجزر البريطانية، ويرجع هذا التقليد إلى عهد إدوارد الاول الذى افتتح الجزر البريطانية.
فى عام 1066 أجتاح وليام الفاتح السهول الإنجليزيةة، و أتم فتح البلاد خلال عشر سنوات. ولكن وليام و ملوك النورمان الذين حكموا بعده، فشلوا فى إخضاع رؤساء القبائل المختبئين فى الجبال. ومضى مائتا عام قبل أن تخضع ويلز كلها لحكم إدوارد الاول سنة 1282.
وفى الوقت الذى كان فيه إدوارد الأول منهمكاً فى إخضاع ما تبقى من ابناء ويلز، أنجبت الملكة ابناً وريثاً للعرش، وقد أخذ أدوارد طفله البالغ من العمر بضعة ايام ليعرضه على زعماء ويلز الذين سيطر عليهم. أما الشعار الذى كان يحمله معطف أمير ويلز " رجلكم " و اصبح فيما بعد إدوارد الثانى.
و غحدى مربيات الاطفال من ويلز تروى ان كانت تهتم بالامير الصغير، وقد ظل فيما بعد على أتصال بها. وتجدر الإشارة إلى ان سجل حسابات إدوارد الثانى المنزلية
و المحفوظة فى " مكتب الوثائق العامة " بلندن، يتضمن بنداً عن جنيهين اثنين - وهو مبلغ كبير آنذاك - لدفع نفقات " مارى أوف كايرنارفون " مربية الملك من ويلز، لكى تحضر إلى لندن و تحضر تتويجه.
إن الذين ورثوا عرش بريطانيا لم يكونوا جميعاً " أمؤاء ويلز ". و الأمير الأسود ابن أدوارد الثالث الاكبر حمل اللقب، إلا إنه مات قبل أن يصبح ملكاً. و الأمير الآخر الذى حمل اللقب، وكان على راس بلاط ويلز فى " لادلو " على حدود الأقليم، كان الامير آرثر أكبر أبناء هنرى السابع. وقد تزوج من " كاترين أوف أراغون "، إلا إنه توفى عام 1502، فتزوجت كاترين من اخيه الذى أصبح هنرى الثانى.
هناك أمير آخر من امراء ويلز لم يطل به العمر ليصبح ملكاً، هو " هنرى فريدريك " أكبر ابناء الملك جيمس الأول. فعندما أصبح جيمس السادس ملك سكوتلاندا ملكاً على إنجلترا بأسم جيمس الاول، بعد موت الملكة إليزابيث عام 1603، كان ابنه هنرى فريدريك فى التاسعة من عمره. لكن تعليم الامراء كان قاسياً فى تلك الايام، حتى أن هنرى فريدريك استطاع فى ذلك العمر المبكر أن يرسل الأمراء الاوربيين الاخرين بثلاث لغات : الغنجليزية و الفرنسية و اللاتينية. وكان الامير الصغير ذا عقل متطور و قدرة عجيبة، كما أمتاز بهوايته الجياد و شغفه بالسفن.
فى سنة 1610 نصب فريدريك أميراً على ويلز فى أحتفال مهيب. و افتتح الحفل بموكب الزوارق المزخرفة فى نهر التايمس، وبمباريات الطعن بالرماح فى ساحة قصر " وايتهول ". ثم أحتشد جمع غفير يضم المجلسين النيابين، و يركع امام الملك ليتقبل منه التاج الذهبى، و السيف. وبعد عامين ( 1612 ) مات الامير هنرى فريدريك، و اصبح أخوه تشارلز ( تشارلز الاول ) وريثاً للعرش، و لكنه لم ينصب أبداً أميراً على ويلز. و لم يستأنف الاحتفال ثانية إلا بعد 300 سنة.
كان الامير " ريجنت "، الذى اصبح فيما بعد جورج الرابع، يختال فخراً بمرتبته إلى درجة تتدعو للدهشة. و على الرغم من أنه كان فى الواقع طائشاً، فإنه كان يتصرف كأمير ويلز، فراح يستقبل الوفود من مواطنى لندن المنتيمة إلى مقاطعة ويلز، كما كان يغشى الكنائس معهم لمزاولة الطقوس فى عيد القديس داود حامى المدينة.
أما الملك جورج الخامس فقد أحيا حفل تقديم الأمير للشعب عام 1911، حيث قدم أمير ويلز ( هو دوق وندسور ) لشعب ويلز. و يمكن مشاهدة العباءات و الأوشحة الملكية التى أرتداها الأمير الشاب فى أثناء الأحتفال، بمتحف ويلز بكارديف.