الشيخ كليب المشلب
ذكرتني مقالة اختنا وزميلتنا الرائعة ليلى طارق وذكرياتها عن مدينة الناصرية ذكرتني بحديث جرى بيني وبين احد اعمامي حيث كنت اسير معه يوما على ضفاف نهر الغراف في قضاء قلعة سكر ( وهو قضاء كبير يغغو عل ضفتي نهر الغراف كما تغفو بغداد على ضفتي دجلة تأسست عام 1863 وسمي نسبة الى قلعة بناها الشيخ سكر المشلب
كما انه مركز تجاري يربط بين اربع محافظات ذي قار ، واسط ، ميسان والقادسية . ويتبع محافظة ذي قار اداريا يزوره الكثير من عابري السبيل واصحاب اﻻعمال والمصالح ومراجعي الدوائر يوميا) سألت عمي لماذا ﻻيوجد في قلعة سكر فندق وأين يبيت من اراد البقاء لعدة ايام فقال : بأنهم في وقت المساء كانوا وﻻيزالون يتفقدون المطاعم والمقاهي فإذا وجدوا فيها غريبا ﻻ يتركوه حتى يدعوه الى بيوتهم ويتسابقون الى ضيافته وخدمته فﻻ يبقى عابر سبيل في الطرقات … اكمل عمي اجابته ولم اتمالك نفسي فقمت وقبلت جبهته من الفرح . هذه اخﻻق العراقيين اﻻصﻻء وهذا معدنهم الصافي الذي ﻻيتغير حتى وإن تغير الزمان عليه وجار …. قال عمي ﻻتتعجب ياولدي فالكرم والجود متأصل فينا ، سأحدثك ياولدي عن احد اجدادك وكرمه وبخته انه جدك الشيخ كليب المشلب (( كليب ابو فراد )) نعم انا سمعت امي كثيرا تنادي حين تحتاج الى عون وتقول : يابخت ابو فراد اجاب عمي نعم هو وساروي لك قصته :-
قبل اكثر من مئة عام ونيف كان يترأس قبائل الحميد الشيخ كليب المشلب وكان رجلاً بدويا مضيافا وجيها ((صاحب حظ وبخت )) وكان من عادة البدو ان يرسلوا رجاﻻ للتسوق من المدينة وللتزود بمؤونة اشهر ﻻن المدن لم تكن قريبة عليهم يرسلوهم قبل نفاذ مؤونتهم لكي ﻻتخلوا بيوتهم من السلع اﻻساسية ، وكان الشيخ كليب قد ارسل رجاله (( المسوكچية )) لجلب مؤونة الشتاء لكنهم تأخروا هذه المرة والمضيف قد نفذت منه مؤنة القهوة والتتن … في عرب اخرى بعيدة كان هناك شيخ محترم وجيه آخر يتزعم قبيلته يستمع الى شاعر الربابة بكل انسجام وطرب لكنه انتفض واكفهر وجهه حين سمع الشاعر يتغنى بكرم وجود شيخ آخر وهو الشيخ كليب . – افا تمدح غيري وانت بمضيفي !! منهو هذا كليب اللي تمدحه وتراه كريم لهالحد (( بعصبية وفخر قالها موجها سؤاله للشاعر )) -نعم يامحفوظ اشهد الله انه كريم وابن اجواد (( بارتعاش اجاب الشاعر )) – زين احبسك هنا واظيف كليب وان لگيته مثل ماوصفت عفيت عنك وان طلعت چذاب اگص راسك … جهز الشيخ مئة فارس وانطلقوا لزيارة الشيخ كليب وصلوا واستقبلهم كليب بكل ترحاب وبوجه مشرق ومرحب لكنه كان يخفي الما وحسرة فالضيوف وجهاء والقهوة والتتن غير موجودة وهي رمز الضيافة سقى ضيوفه الماء وقدم لهم التمر واللبن وعلق للخيل علائق العلف وامر بذبح الذبائح وامر الگهوچي وكان اسمه غبش بان يشعل النار تحت الدﻻل وتوجه خارجا صوب البادية وبدأ يناجي ربه ويدعوه قائلا :- الهي انا كبير عشيرتي ووجههم والضيوف ضيوفك وانت تعلم حالي واريد منك في هالساعة واحده من ثلاث اما تاخذ امانتك ((يقصد ان ياخذ الله عمره)) ، او غارة تعزونا وننشغل بها انا وضيوفي ، او تدبرلي گهوة وتتن . انها الشيخ دعائه وإذا بصوت بعير خلف تل صغير كان الشيخ يقف عليه
توجه الشيخ نحو الصوت وإذا ببعير محمل بعدلين (( تسمى بلهجتهم فردتين )) واحدة مليئة بن واﻻخرى تتن … رجع الشيخ ونادى على غبش مخاطبا اياه : ياغبش شب النار شبها وليك الحطب ينجاب فاجابه غبش من دلة صفره الفنجان اصبه يندار لعيون اﻻحباب… صدق الشيخ الزائر بقول الشاعر لما رأى كرم الشيخ كليب واكرمه واطلق سراحه ومن يومها اصبح اهل الشيخ كليب يدعى كليب ابو فراد والناس تحلف ببخته ولي الشرف بكونه احد اجدادي